احتل المغرب المركز ال92 عالمياً في الأمن الصحي وفعالية الوقاية والرعاية في سياق جائحة “كوفيد 19″، في أظهرت الحكومة كفاءة محدودة في إدارة المخاطر حيث تراجعت إلى المركز 84 في دراسة صدرت حديثا. جاء ذلك وفق تقرير بحثي شمل 200 دولة ومنطقة، أصدرته مجموعة «ديب نولدج» المتخصصة في تحليل البيانات العلمية، تحت عنوان “الدول المعرضة للمخاطر”.
وظهر المغرب ضمن الفئة الثالثة التي سجلت نقاط أقل مما كان متوقعا نظرا للمستوى العام للرعاية الصحية وكفاءة الإدارة الحكومية، إذ حصلت على 465 نقطة، علما أن الدولة المتصدرة للتصنيف في الفئة الأولى هي سويسرا حيث حازت على 752 نقطة. وقام معدو التقرير بتحليل البيانات الضخمة حول الأمان الصحي وتصنيف الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي والصحي، بالإضافة إلى نقاط القوة والضعف والفرص المتاحة، فضلا عن تقييم التهديدات أو المخاطر المحدقة بهذه الدول في ظل الأزمة الصحية والاقتصادية الناجمة عن جائحة “كوفيد19”. المغرب في المركز 12 عربيا عربيا، حل المغرب في المركز 12، فيما اقتصر الحضور العربي في بلدان الفئة الأولى على المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. وظهرت الكويت في المركز الثالث متبوعة بالبحرين وقطر وعمان. وفي المركز العاشر جاءت تونس قبل المغرب، متبوعا مباشرة بالجزائر ثم ليبيا في المركز 13 و14 على التوالي. وتذيلت العراق وسوريا واليمن التصنيف العربي. وتقدم المغرب إلى المركز 50 عالميا في كفاءة الحجر الصحي، من حيث نطاقه والجدول الزمني المخصص له، وإصدار العقوبات ضد منتهكي الحجر الصحي والدعم الاقتصادي المخصص للمواطنين خلال فترة الحجر، فضلا عن سلسلة الإمداد الاقتصادية، ثم حضر السفر وتقييده. وإلى المركز 45 تقدم المغرب في كشف ورصد حالات الإصابة، بناء على تقييم أنظمة المراقبة وتقييم الكوارث، وطرق التشخيص وفعالية الاختبارات، والاعتماد على الذكاء الاصطناعي من أجل التشخيص والتنبؤ، بالإضافة إلى اعتماد الحكومة لتكنولوجيا المراقبة، ثم موثوقية وشفافيات البيانات. كفاءة حكومية محدودة وحسب التقرير أظهرت حكومة البلد كفاءة محدودة في إدارة المخاطر حيث تراجعت إلى المركز 84 في المؤشرات المتعلقة بكفاءة البنية الحكومية وتحسين المستوى الأمني والدفاعي، والتعبئة السريعة لحالة الطوارئ، علاوة على الاستدامة الاقتصادية والكفاءة التشريعية ثم مدى جاهزية البلاد للمواجهة الوباء. وحل المغرب بالمركز 88 في الاستعداد لمواجهة حالات الطوارئ استنادا على مرونة المجتمع لمثل هذه الحالات وقدرات المراقبة فضلا عن الخبرة العسكرية لحالات الطوارئ والخبرة الوطنية السابقة في هذا المجال. 96 في الرعاية الصحية و تراجع المغرب إلى المركز 96 في جاهزية الرعاية الصحية استنادا على تقييم مدى توفر البلاد على معدات معالجة “كوفيد 19” فضلا عن تعبئة مصادر الرعاية الصحية الجديدة، ومستوى تقدم الرعاية الصحية، والفريق الطبي من حيث الكم والنوع، وأخيرا مستوى التقدم التكنولوجي و مستوى تطور نظام المراقبة الوبائية. بالنسبة للمرونة الجهوية حل المغرب في المركز 90، ويقصد بهذا المؤشر كل ما يتعلق بمخاطر انتشار العدوى، والخاصية الثقافية ومدى انضباط الساكنة، ونجاعة وسائل التطهير الحديثة، بالإضافة إلى المؤشر الديمغرافي والأمراض المزمنة، ثم هشاشة الجغرافية السياسية. فهم الجائحة يحد آثارها ويحتويها عالميا، تصدرت سويسرا وألمانيا وإسرائيل المراكز الأولى، متبوعة بسنغافورة واليابان والنمسا. وحلت الصين في المركز السابع، فيما حلت إسبانيا في المركز 40، وإيطاليا في المركز 53 بينما حلت فرنسا في المركز 60. وعلى طرف النقيض، حلت على التوالي أفغانستان وتشاد ومالي ورواندا وجنوب السودان في ذيل التصنيف. وقال معدو الدراسة إن “التحليل الشامل والكمي للوباء العالمي بعيد المدى الناتج عن الفيروس التاجي الجديد، يعتبر تحديا بالغ الأهمية، وجب مواجهته من أجل تخطيط أفضل التدابير الاستراتيجية للحد من الآثار السلبية للجائحة واحتوائها إلى حين التوصل إلى اللقاح كحل نهائي”. يشار إلى أن “ديب نولدج”، التي تتخذ من لندن مقرا رئيسا لها” تضم مجموعة من المؤسسات التجارية وغير الربحية النشطة في مجالات متعددة بدء من البحث العلمي إلى الاستثمار، وريادة الأعمال وتحليل البيانات العلمية ووسائل الاعلام والأعمال الخيرية وغيرها.
