هل من الممكن أن يؤثر الضم على حياه الفلسطينيين؟ سؤال تداولته مصادر سياسية فلسطينية ، والتي أشارت إلى أن خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لضم أجزاء من الضفة الغربية لا تهدف إلا تشتيت الانتباه وإحداث نوع من الصخب السياسي الذي يرغب نتنياهو في إشعاله لتحقيق بعض من الأهداف السياسية الخاصة به. وتشير صحيفة "تايمز" البريطانية إلى أن بعض من الساسة يرون عدم واقعية الضم ، بل ويرون أن الضم وإن حصل فإنه لن يحدث فرقا كبيرا وسيكون فقط معنويا بدلا من الضم المادي الذي يتحدث عنه نتنياهو أو قيادات حزب "ليكود". ونبهت مصادر سياسية واقتصادية فلسطينية في حديثها إلى الصحيفة البريطانية إلى أن غالبي أبناء الشعب الفلسطيني متوجس ويرغب فقط الآن في عودة نشاطه الاقتصادي وحياته التنظيمية كما كانت فيما قبل كورونا ، الأمر الذي بات واضحا الآن في ظل هذه التطورات. خطة غير واقعية وتشير"تايمز" أيضا إلى رفض قيادات بالحكومة الإسرائيلية تنفيذ هذه الخطة ، لعدة أسباب أبرزها عدم واقعية خطة الضم ، وهو ما عبر عنه أكثر من مرة وزير الدفاع بيني غانتس وبعض من كبار القيادات في حزب "أزرق ابيض" ، وهو الحزب الشريك الأول مع نتيناهو والذي يعترض على واقعية هذه الخطة ووجود الكثير من البنود بها التي تعني استحالة تنفيذها. بدورها رصدت دوائر بحثية غربية شعور الكثير من سكان الضفة الغربية بأن الواقع الأمني المرافق لتهديدات رئيس الوزراء الإسرائيلي بشأن الضم لن يؤثر بشكل مباشر على حياتهم. وقالت صحيفة "ناشيونال انترست" الدولية إن خطة نتنياهو للضم لا تعدو أن تكون مناورة سياسية لن تؤثر جديا على حياه الفلسطينيين ، مشيرة إلى أن هذه الخطة والدعوة لها لا تمثل إلا معركة سياسية يرغب نتنياهو من ورائها تحقيق مكاسب. وقالت مصادر فلسطينية للصحيفة البريطانية إن ما يجري الآن من تهديدات يروج لها نتنياهو تمثل دعاية سياسية لا تهم المواطنين الذين يرغبون في العيش بكرامة والعودة إلى طبيعتهم بعد أزمة كورونا. وأضافت هذه المصادر أنهم يراهنون على فشل هذه الخطة التي ترفضها الكثير من القوى سواء السياسية أو العسكرية الإسرائيلية التي تراهن على عدم واقعيتها ، خاصة مع رفض الكثير من الجهات الغربية والعربية لها. إفلاس إسرائيل من جهة أخرى، رصدت صحف ودوائر غربية الحالة التي يعيشها أبناء الشعب الفلسطيني ، وهي الحالة التي بات رصدها والتعامل مع الفلسطينيين على أساسها يمثل أهمية كبيرة خاصة مع ترويج رئيس الوزراء الإسرائيلي لخطة لضم ، فضلا عن الكثير من أشكال المعاناة التي يعيشها الفلسطينيين في ظل الاحتلال. وبات واضحا اهتمام الكثير من هذه الدوائر بالحالة النفسية والشعور الجيوسياسي لأبناء الشعب الفلسطيني ، وهو ما أبرزته دورية "فورين أفيرز" الأمريكية في تقرير لها نشر مؤخرا. وتنبه "فورين أفيرز" إلى وجود حالة واضحة من اللامبالاة أو عدم الاكتراث بالواقع السياسي بين أبناء الشعب الفلسطيني ، مشيرة إلى خطوة تأثير الضم ، خاصة وأنه سيعني ضم المزيد من الفلسطينيين إلى سلطة إسرائيل، وتوفير الخدمات الاقتصادية والتوظيف والخدمات الصحية والتعليمية لهم ، الأمر الذي يزيد من العوائق التي تعترض تنفيذ هذه الخطة والأهم أن الكثير من الأطراف المعارضة باتت تعترض على تنفيذ هذه الخطة لما ستتكبده من أضرار على الوضع الاقتصادي. ونبهت الصحيفة إلى تصاعد نسب اللامبالاة بين الفلسطينيين ، وهي الحالة التي تزايدت مع إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن خطته لضم مناطق من الضفة الغربية إلى إسرائيل. وتشير مصادر فلسطينية تحدثت إلى "فورين أفيرز" إلى أن الجماهير لا تبالي بهذه الخطة وتشكك في إمكانية تنفيذها ، خاصة وأن الكثير من أبناء الشعب الفلسطيني يستبعدون أن يتم ضم هذه المناطق إلى إسرائيل لوجود الكثير من العوائق والحواجز سواء الجغرافية والطبيعية والإنسانية تعيق تنفيذ هذه الخطة، فضلا عن توجس بعض من الجهات سواء الدولية أو الإقليمية واستبعادها لتنفيذها.