"معاناتنا لا تنتهي فلا ضمان اجتماعي ولا تغطية صحية ولا تأمين ولا مستوصف، وحتى الأسماك تباع بأثمان بخسة.." هكذا لخص البحار حسن، الذي يشتغل لأكثر 32 عاما في البحر ويتخذ قرية الصيادين بإمي ودار، التي تبعد عن شمال مدينة أكادير في اتجاه الصويرة على الطريق الوطنية رقم 1 بنحو 30 كيلومترا، ملاذا لكسب رزقه. وتزيد من معاناة البحار حسن والعشرات من صيادي قرية "إمي ودار"، في لقاءه مع موقع "لكم"، أنه على الرغم من كون المشروع أنشأ بتعاون بين وزارة الصيد واليابان بكلفة قاربت ملياري سنتيم من دون أن يثمر هذا الاستثمار الضخم على عوائد صيادي المنطقة الذين يواجهون عباب البحر ويصطادون ثروات سمكية مهمة تباع لثلاث تجار السمك بوحدة التفريغ بثلث السعر المعمول به في السوق".
وإلى جانب حسن، وقف إبراهيم وداموح، قدامى صيادي القرية، يندبون حظهم العاثر في ولوج مهنة لم تنصفهم مهنتم ولا قريتهم التي صرفت فيها الدولة ملايين الدراهم، بعد مسار امتد لأكثر من ثلاثين عاما. يقول البحار حسن: الخيرات السمكية اليومية الذي نجلبها من البحر نبيعها بمائة درهم لثلاثة أو أربعة تجار يتحكمون في السوق، في مقابل أن ثمنها يتراوح ما بين 300 إلى350 درهما، فيضيع جهدنا وتضيع الدولة في مداخيلها وإيراداتها الجبائية وخيراتها". وتزداد معاناة بحارة قرية الصيادين أمام ارتفاع كلفة البنزين التي تصل إلى 14 درهما للتر الواحد. وهو أغلى سعر نقتني به بنزين مراكب صيد القرية، مقابل 7 أو 8 دراهم الذي سوق بها في أكادير، يشرح البحار حسن. وبحرقة وأسى يتساءل حسن: أين هي حصة صيادي قرية إمي ودار من كوطا البنزين المدعم لفائدتنا؟ إلى أي جهة حولت ولفائدة من سلمت؟. معاناة حسن لم تكن أحسن حالا من زميله داموح (كما يكنيه زملاءه بالأمازيغية) الذي اضطر أخيرا للتوقف عن الصيد الذي لم يعد مغريا أمام كلفته ومداخيله الهزيلة التي لم تعد كافية لتسد رمقه. يشرح داموح معاناته: أنهك البحر صحتي بعد أكثر من 34 عاما لا ضمان اجتماعي ولا تأمين ولا توفير مالي. اضطررت اليوم لأنشأ بقروض صغيرة من شرفاء بلدتي محلا للمواد الغذائية عله يسد جوعي ورمق أسرتي وحاجاتي مع مرضي الذي ألم بي. إلى جانب معاناة الصيادين ومشكل تسويق الأسماك، جولة موقع "لكم" في قرية الصيادين "إمي وار" تعكس لامبالاة مسيرها، حيث تراكم الأزبال وعدم الحرص على نظافة المكان بما يلزم. كما أن عرض الأسماك في الغالب يتم تحت أشعة الشمس وتطاير الغبار والرمل والأوساخ في كل مكان. يلخص "داموح" وضع قرية الصيادين ونقطة التفريغ "إمي ودار" يلخصها في "جرار" كان ينقل المراكب من ماء البحر بعد رحلة صيد إلى مكان رسوها بالقرية فتعطل اليوم والكل يتفرج وينتظر، وسط قرية يراهن عليها الصيادون لتحقيق أمانيهم وتنمية مداخيلهم وتحسين موارد عيشهم كل يوم، علها تنتشلهم من مشاكل التسويق والتدبير التي باتت تؤرقهم، وفق تصريحات صيادين تحدثوا لموقع "لكم" في زيارة للقرية.