أدان حزب التقدم والاشتراكية، بشدة، الإصرارَ على الإساءة للدين الإسلامي الحنيف تحت مبرر حرية التعبير، مشيرا إلى أن حرية التعبير لا تُخَوِّلُ أبدا لأيٍّ كان الحقَّ في ازدراء معتقدات الآخرين وإهانة مقدساتهم واستفزاز مشاعرهم الجماعية، والتهجم العنصري على هوياتهم. وتأسف الحزب في بلاغ له لكون المسألة، على حساسيتها القيمية الكبيرة، يتم استغلالها من قِبَلِ أطراف متعددة، داخل فرنسا وخارجها، بشكلٍ سياسوي وانتخابوي مرفوض، مما يفرز مواقفَ عنصرية إزاء ملايين الفرنسيين والمهاجرين المسلمين.
وأشار التقدم والاشتراكية إلى أن على القيادات السياسية وصُناع الرأي التحلي بالنضج والحكمة اللازمَيْنِ انسجاماً مع واجب التشبث والدفاع عن القيم الإنسانية والكونية النبيلة، المتمثلة بالخصوص في العقلانية والتسامح والتعايش والتساكن بين الشعوب والثقافات والأديان والحضاراتِ. ومقابل استنكاره للعملَ الإرهابي الشنيع الذي راح ضحيته المُدَرِّسُ الفرنسي صامويل باتي، عبر حزب التقدم والاشتراكية عن رفضه المطلق للمنحى الذي يتخذه موضوع الإساءة للإسلام بفرنسا، من حيث النزوع البَيِّن نحو اعتماد مقارباتٍ تُمَهِّدُ للترسيخ غير المسبوق للعنصرية والشوفينية والكراهية، في بلدٍ لطالما جَسَّد نموذجا عالميا تقليديا في التسامح والحرية والتعايش والانفتاح واحترام كافة الأديان والثقافات. ودعا بلاغ الحزب إلى التحلي بالحكمة والنضج والرجوع إلى جادة الصواب، لا سيما من خلال الحرص على عدم الخلط بين الإسلام والإرهاب، وعبر تجنب الأحكام التعميمية التي تجعلُ "مِنْ كُلِّ مسلمٍ إرهابياً مُفترضاً". ودعا الحزبُ في ذات السياق إلى التهدئة وتفادي جميع ردود الأفعال التي من شأنها أن تزيد في تأجيج الأوضاع، وفي حدة التشنج الذي لن يكون مُفيداً لأي أحد.