وقعت مئة شخصية ثقافية عربية على نداء تطالب فيه بوقف التوتر والتصعيد بين المغرب والجزائر والعمل على حل الخلافات بينهما بالتفاوض والوسائل. النداء الذي أطلق بمبادرة من الباحث اللبناني فيصل جلول والوزير التونسي السابق فتحي بلحاج وقعه مائة من الباحثين والكتاب الإعلاميين والشخصيات الثقافية في العالم العربي. وجاء فيه أن " المغرب العربي يعرف ظروفا شديدة السوء إذا ما تفاقمت يمكن أن تؤدي إلى أضرار متراكمة تطيح بما تبقى لديه من الفرص لتحقيق التقدم والازدهار لشعوبه، ولحل المشاكل العالقة بين دوله ويمكن أن تفتح أبواب التدخل الخارجي واسعة أمام القوى الأجنبية الطامعة بزيادة نفوذها وقوتها وتوسيع مصالحها على حساب المغاربة وبالاستناد إلى انقساماتهم" . وأكد أن الخلافات المغاربية المعمرة هي التي تستدرج التدخل الأجنبي والخارجي في الشؤون المغاربية، لأن هذه الدول تضع أسسا متينة لإطالة عمر الأزمات حتى يصبح تشكيل الحكومات في المغرب الكبير مرهونا بالاستجابة للتدخلات والرغبات الأجنبية. وشدد على أن الأزمات المغاربية ليست قدرا مكتوبا للمغرب الكبير لذا لا بد من وضع حد لهذه السيرورة، عبر تجميد الخلافات عند النقطة التي وصلت اليها والوقف الفوري للحملات الإعلامية، واعتماد مبدأ لا ضرر ولا ضرار في حل المشاكل المغاربية العالقة بما في ذلك تجنب الربط بين العلاقات الخارجية والحاق الضرر بدولة أو أكثر من الدول المغاربية. ودعا النداء إلى استئناف وتنشيط مؤسسات الاتحاد المغاربي، وإصدار وثيقة شرف حول اعتبار الحق الفلسطيني مقدسا لا تنازل عنه ولا تفريط به، مؤكدا في ذات الوقت أنه لا يمكن للمغرب العربي الكبير أن يستقر إلا بعد تسوية الخلافات المغربية الجزائرية الأمر الذي يستدعي اتخاذ إجراءات فورية لاستعادة الثقة بين البلدين وطمأنة كل منهما الآخر إلى صدق نواياه من خلال سياساته الداخلية وعلاقاته الخارجية. وأكد الموقعون على النداء أن المشرق العربي أصبح ضعفه الشديد بائنا وأن في المغرب فرصة لتفادي الانهيار المشرقي وللاحتفاظ بأمل في مستقبل أفضل للمغاربة وللعرب أجمعين. ومن بين الموقعين على النداء (المؤرخ العراقي فاضل الربيعي، الإعلامية اللبنانية ثريا عاصي، الفنان التشكيلي العراقي محمد شبر، محمد حسب الرسول نائب الأمين العام للمؤتمر القومي العربي السودان، قاسم قصير كاتب وإعلامي لبناني مقيم في بيروت، نوال الحور شاعرة وإعلامية سورية ، صادق الصعر دبلوماسي ومستشار ثقافي سابق في السفارة اليمنية في باريس، دنبال موسى صحافي لبناني مقيم في باريس، هادي عيد أستاذ فلسفة لبناني مقيم في لافال كندا، ريم الأطرش باحثة سورية مقيمة في دمشق، محمد العربي حواط باحث تونسي في الشؤون الاستراتيجية مقيم في باريس، أحمد الدرزي طبيب وكاتب سوري مقيم في دمشق، نبيل عبد الفتاح باحث في مركز الدراسات الاستراتيجية في الأهرام، رشاد أبو شاور روائي وإعلامي فلسطيني).