بالتزامن مع انطلاق محاكمة الصحافي سليمان الريسوني، اليوم الثلاثاء، بعد حوالي تسعة أشهر من الاعتقال الاحتياطي، توقفت عدد من التدوينات بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، على خصال رئيس تحرير جريدة أخبار اليوم، آملة أن يتم إطلاق سراحه وإعادته إلى أسرته. وكتبت الصحافية حنان بكور، "9أشهر في زنزانة باردة قضاها صديقي الحالم بوطن يسع كل أبنائه…وطن لا يموت فيه فقراء المال تحت أحذية فقراء الضمير.. وطن يغرق فيه الفاسدون في يم القانون والحساب..لا بشر في الأقبية.. صديقي مؤمن حد النخاع بالنور وظله..وكاره حد الماضي والآتي من السنين للظلام ومآسيه". وعبرت بكور عن أملها في أن يعود الريسوني إلى حضن عائلته، وإلى طفله الرضيع "اتركوا سليمان يعود لبيته وابنه فقد طال الغياب…لا تجعلوا حريته قربانا لسوء نوايا المتربصين بالحالمين بالحرية والعدالة الاجتماعية.. الناقمين على كل من فكر من خارج النسق.. سليمان ابن هذا الوطن.. وكلنا أبناؤه…قد نختلف فيه، لكن مطلقا لن نختلف حوله.. هذا هو الأصل، والباقي وشايات مبتورة سلبت سليمان حريته.. وسلبت الوطن حق اختلاف أبنائه". كما عدد الصحافي هشام العمراني عددا من الخصال التي ميزت الريسوني، وكتب "من بين الأشياء لي مكيعرفوهاش بزاااف ديال الناس على الصديق والزميل سليمان الريسوني أن الدار لي كان ساكن فيها ملي كان موظف مكانش الباب ديالها عندو القفل، وكان أي واحد من رفاقه العارفين بالدار ممكن يجي ويجر واحد الخيط ويدخل للدار هو ولي معاه ويتصرف كأنها دارو حتى يرجع سليمان من شغلو". وأضاف "عدد من مناضلي الاتحاد الوطني لطلبة المغرب كانوا كيكملوا معرض الكتب فالأسابيع الثقافية لي كانوا ينظموا من مكتبة سليمان، وسليمان تخلى على وظيفة عمومية براتب مضمون، باش يدير الصحافة لي حتى حاجة فيها ما مضمونة، وبدا بتأسيس جريدة ورقية كان كيطبع عدد من نسخها من فلوسو، ويهزها فيديها ويبدا يدور بيها على مقاهي القصر الكبير يوزعها وأغلبها فابور". وبدوره كتب الصحافي حميد المهداوي عن الريسوني "واحد من بين أروع وأجود وأمهر ما أنجبت رحم الصحافة المغربية، كتابة، ونبلا، ونكرانا للذات في سبيل عزة الصحافة المغربية، وتعرض لأبشع خيانة من طرف الكثير من النخبة". وأضاف "الغريب أن نفس قاضي التحقيق الذي أحالني ظلما وعدوانا على القاعة 7 هو نفسه قاضي التحقيق الذي أحال سليمان على نفس القاعة.. وهو نفسه قاضي التحقيق الذي رفض ضم ملف الشرطي قاتل الشاب والشابة بالرصاص مع المتابعين بالجنح في نفس الملف، لكنه أصر على ضم ملفي كجنحة مع ملف الزفزافي وباقي نشطاء الريف". ومع انطلاق أولى جلسات محاكمة الصحافي سليمان الريسوني، دون المحامي عبد الصمد الإدريسي "أتمنى بأن تُطوى صفحة اعتقاله وأن ينال حريته بقرار قضائي يمنحه السراح المؤقت.. بعدها طبعا سيكون لزاما عليه الوقوف أمام القضاء وسيكون مطلوبا منه أن يدافع عن براءته (والتي تبقى هي الأصل إلى حين الإدانة بقرار نهائي) وعن عدم اقترافه الأفعال المتابع بشأنها". وزاد في تدوينته "لكنه حينها سيدافع من موقع الحرية والسراح وليس الاعتقال والسجن، وذلك في إطار المساواة الكاملة أمام القانون والقضاء بينه وبين الضحية المفترض.. أتمنى أن ينتهي هذا الملف.. فنحن اليوم، وبعد كل ما نعيشه في حاجة لأخبار السراح والعفو والحرية.. ولسنا في حاجة إلى أخبار مؤلمة". وفي تدوينة أخرى، كتي سعيد السالمي " أتمنى أن تكون الرياح الجيوبوليتيكية التي هبت على مصر السيسي فأخرجت الزميل محمود حسين من السجن، وجعلت الاسطبلشمنت الأمريكي يباشر بجد قضية الزميل خاشقجي، قد هبت على العقول المدبرة لهذا الانتقام الواضح ويوضع حد لهذه المهزلة". ولم يفوت عبد الرزاق بوغنبور الحقوقي ومنسق لجنة التضامن مع الريسوني الفرصة ليكتب "أعتقد أن الظرفية الاستثنائية التي يجتازها بلدنا ومن منطلق أن بلدنا يحتاج إلى كل أبنائه البررة، لدينا بصيص من الأمل نتمناه أن يكبر من خلال طي مثل هذه الملفات غير المشرفة، خدمة لمنظومة العدالة في بلدنا، ولما لا إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين في المغرب، حتى يتصالح الوطن مع أبنائه خدمة لقضايا الوطن الحقيقية". ويشار إلى أن محكمة الاستئناف بالدارالبيضاء، قررت صباح اليوم تأجيل محاكمة الريسوني إلى غاية 2 مارس المقبل، في حين لم تبت بعد في طلب تمتيععه بالسراح المؤقت.