أدانت الهيئة الحقوقية لجماعة العدل والإحسان، اليوم الثلاثاء، التدخل العنيف الذي أقدمت عليه الأجهزة الأمنية بأكادير على الساعة العاشرة ليلا باستعمال أدوات العنف اللفظي والمادي، في محاولة منها فك معتصم الطلبة المضربين عن الطعام. وأشارت الهيئة الحقوقية للجماعة في بيان لها إلى أن هذه الخطوة العنيفة تأتي بعد مرور أزيد من 200 يوم عن اعتصام الطلبة احتجاجا على قرار كلية العلوم التابعة لجامعة ابن زهر بأكادير، القاضي بطردهم تعسفا من فصول الدراسة دون موجب حق، وفي غياب تام للضمانات والشكليات المفترض احترامها وسلوكها خلال إصدار مثل هذه القرارات. وأكد البيان أن الطلبة الثلاثة المطرودون خاضوا أشكالا نضالية دامت لشهور عدة، دون أن يجدوا آذانا صاغية من قبل إدارة مسؤولة تستجيب لمطالبهم المشروعة، وذلك بالعدول عن قرار الطرد وإرجاعهم إلى وضعهم السابق، ليلجؤوا إلى إضراب إنذاري عن الطعام كشكل احتجاجي سلمي تعبيرا عن مظلوميتهم، وسعيا منهم إلى تنبيه الرأي العام بمشروعية مطلبهم وعدالة قضيتهم وإيمانا منهم بأن الحق ينتزع ولا يعطى. وحملت الجماعة الدولة المغربية كامل المسؤولية عن تداعيات هذا القرار الغريب الذي لم يعد له مثيل في القرن 21، داعية إلى فتح تحقيق حول هذا التدخل العنيف لترتيب الجزاء القانوني في حق المخالفين للقانون ومنتهكي الحقوق والحريات. ودعت الجهات التي أصدرت قرار الطرد التعسفي التحلي بحس المسؤولية والتعقل والتجاوب مع المساعي الحميدة التي تقوم بها الحركة الحقوقية في اتجاه انصاف هؤلاء الطلبة، على اعتبار أن المكان الطبيعي لطلبة العلم هو فصول الدراسة وليس الاعتصام في العراء خارج أسوار الجامعة. وخلص البيان إلى مناشدة الحركة الحقوقية والهيئات النقابية وفعاليات المجتمع المدني لتقديم كل الدعم والمساندة لهؤلاء الطلبة الذين طردوا على خلفية ممارسة عملهم النقابي ودفاعهم عن الجامعة العمومية.