وجه طالب في مدينة زاكورة، اتهامات بالتعذيب عن طريق الضرب والرفس والصفع لضابطين ومجموعة من عناصر الشرطة في الدائرة الثالثة التابعة للحي الذي يُقيم فيه في نفس المدينة، وجرى ذلك، حسب جواد النحكمي ليلة الأحد 02 ماي الجاري، غير بعيد عن منزل عائلته، بعدما كان يجلس رفقة مجموعة من اصدقائه بعد الإفطار. وقال الطالب جواد النحكمي في شكاية وجهها لوكيل الملك بالمحكمة الابتدائية في زاكورة، أمس الأربعاء، إنه تم ايقافه من طرف ضباط في الشرطة، يعرف منهم ضابطين ذكرهم بالاسم، في منطقة بالقرب من "الديبويات" وانهالوا عليه بالضرب والركل والرفس وتم نقله على متن سيارة الشرطة نحو دائرة الأمن الموجودة بحي "تنسيطة اخشاع". وأضاف الطلاب في نص شكايته، أنه تم الاستماع إليه من قبل عناصر الشرطة، وأكدَ لهم أنه طالب، إلى أنه تفاجأ بأحد الضباط يُدعى "ع.ا" ينهال عليه بالضرب والرفس، وأفاد أيضًا: "مما دفع بالضباط الموجودين بدائرة الأمن بالتناوب علي بالاعتداء بالضرب والرفس والصفع، وقد قامَ بعضهم بالقبض علي والبعض بالاعتداء علي باستعمال "كابل" وقامَ المدعو "ع" بتعصيب عيني باستخدام ربطة عنق، وانهال علي بالضرب مجددًا". وزاد الطالب المذكور في سرده لأجواء التعذيب التي تعرضَ لها داخل مقر الدائرة الأمنية، مضيفًا "تلقيتُ جميع أنواع التعذيب والتعنيف بجميع الأشكال والأصناف، وباستعمال جميع الطرق وأن أحدهم طلب من الضابط ادخالي إلى المرحاض ورشي بالماء البارد". ووفقًا للمصدر ذاته، فقد نتج عن هذا الاعتداء، اصابت الطالب بردود وجروح، كما تُبين شهادة طبية، أرفقها بشكايته وصور فتوغرافية تُوضح احمرار عينيه، وكدمات على مستوى العنق وأنحاء مختلفة من جسمه. وقال جواد النحكمي، في اتصال هاتفي أجراه معه موقع "لكم" إنَّه استلم شهادتين طبيتين، كانت الأولى أجريت بسبب الردود على مستوى عينيه، وقد وصفَ له الطبيب فيها مدة العجز في 12 يومًا، وقامَ مجددًا، بإجراء فحص طبي ثاني، شامل لجميع أنحاء جسمه، وحدد الطبيب مدة العجز في 20 يومًا. وأوضح بخصوص، معاملاته وما تعرضَ له من تعذيب، أنه كان يجلس غير بعيد عن منزله، فيما كانت دورية للأمن الوطني، تُلاحق مجموعة من القاصرين، وقال: " لتفادي الاحراج مع الشرطة، واحتراما لهم، عندما سمعنا الشرطة تتجه نحو المكان الذي كنا فيه، انسحبنا، فينا أخترت أنا سلوك طريقي الرئيسي فوجدت عناصر الأمن تنتظرني هناك واشبعوني ضربًا". وذكر أن الضباط الذين انهالوا عليه بالضرب المبرح في الشارع العام، قبل مخفر الشرطة، كانوا يرتدون زيا مدنيا، وبينما لم يستطيع مشاهدة باقي عناصر الشرطة، نظرا لقوة الضرب الذي كانَ يتعرض له. ومن جهته، قال عثمان رزقو رئيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بزاكورة، إن الجمعية عبرت عن مساندتها للطالب الشاب الذي تعرضَ للتعذيب، مشيرًا إلى أن ما تعرض له سلوك أرعن يعود بالمغرب سنوات إلى الوراء، يجري فيه استغلال الطوارئ الصحية للفتك بالمواطنين. وذكر المتحدث ذاته، أن مسطرة توقيف الأشخاص الخارقون للحجر الصحي واضحة تماما، ولا يمكن بأي سبب تعريض أي مواطن للتعذيب أو معاملة حاطة بالكرامة الإنسانية، مشيرًا إلى أن الحال كان يقتضي انجاز محضر ضد الطالب، إذا ما تعلق الأمر بضبطه يخرق الحجر الصحي. وأفاد أن الجمعية، وجهت مراسلة بشأن فتح تحقيق وترتيب العقوبات اللازمة للمدير العام للأمن الوطني، ورئيس النيابة العامة بالرباط، وكذا وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية في زاكورة، وعبرت الجمعية، عن دعمها ومؤازرتها للطالب، واستعدادها لخوض كافة الاشكال النضالية لتحقيق العدالة في هذه القضية.
