وجه الصحافي توفيق بوعشرين رسالة مؤثرة عبر البريد إلى ابنه بمناسبة عيد ميلاده العاشر، تناقلها مئات الأشخاص على مواقع التواصل الاجتماعي، وجددوا من خلالها تضامنهم مع بوعشرين، وعبروا في تعليقاتهم عن تعاطفهم مع طفله الذي يحتفل اليوم الأحد بعيد ميلاده، وهو يعتقد أن والده في مهمة عمل في إفريقيا. وجاء في الرسالة "في 20 يونيو ستطفىء شمعتك العاشرة في ذكرى ميلادك الطيبة.. ستشعل آلاف الشمعات في قلبي لتبدد ظلامه وحزنه وكآبته..هذه هي سيرتك وسط أسرتك منذ أطللت علينا قبل 10 سنوات وأنت تحمل الفرحة والبهجة إلى قلبي أمك وأبيك وإلى قلوب كل عائلتنا". وأضاف بوعشرين في رسالته "مبارك أنت أيها الفتى الذي منحه الله حب كل من يراه أو يعرفه.. ستكبر يا بني وستعرف أكثر حبي لك وشوقي لعناقك وحزني على غيابي عن ميلادك.. ستكبر وستجد قصة أبيك الغائب في "إفريقيا" وستعرف أننا لم نكذب عليك ولكن إشفاقنا على قلبك الصغير هو ما دفعنا الى اخفاء الحقيقة عنك حتى لا نملأ روحك بالانكسار والحزن". ونقل بوعشرين المحكوم ب15 سجنا نافذا شوقه لابنه عبر الرسالة "صورك تملأ جدران غرفتي وكل صباح أتطلع إلى وجهك الملائكي وكأنك معي، أحدثك وتحدثني.. أضحك معك وألعب معك وفي الأخير أدعو الله أن يبدد محنتنا ..إن لم يكن من أجلي فمن أجلك أنت الذي تدفع ثمن غياب أبيك حرمانا وشوقا وألما أراه في عينيك وفي صوتك وانت تسألني السؤال الأصعب على نفسي: بابا متى ترجع إلى البيت؟ أحاول أن أهرب دائما من هذا السؤال الذي يدمي الفؤاد وأعرف أنك تعرف أني مغلوب على أمري وأني عاجز عن إعطائك جوابا مقنعا عن سر غيابي طول هذه المدة". وزاد بوعشرين في رسالته لابنه "رضى يا نسمة هواء بارد في صيف حار، افرح ما استطعت الى الفرح سبيلا.. اطفىء 10 شمعات فوق حلوى عيد ميلادك، لكن لا تنسى أن تشعل شمعة الأمل في قلبي وقلب أمك الغالية، التي ضحت في هذه المحنة كما لم يضحّ أحد منا، وظلت واقفة كالنخلة في الصحراء لا تهزها عواصف الشمال ولا رياح الجنوب". وختم بوعشرين رسالته بالقول "حتى الطيور وهي في الأسر تغرد في أقفاصها وكذلك أنا أفرح من وراء القضبان بعيد ميلاد رضى الغالي .. افرح يا حبيببي ولا تخجل في فرحك.. افرح و سيعرف الجميع أنك على قيد الأمل وأن أباك على قيد الحياة، طافح قلبه بحبك وحب الحرية .. موقن أن شمس المحنة آيلة الى مغيب وأنك تقرأ مشاعري اتجاهك في الحضور، كما في الغياب، في الكلام، كما في الصمت.. إلى اللقاء ابني الغالي".