استنكرت رابطة الدفاع عن حقوق المستهلكين بطنجة، استمرار الارتفاع الصاروخي في أثمنة المواد الاستهلاكية، دون أن تعمد الحكومة إلى اتخاذ أي إجراء ذا طابع استعجالي، والذي يُمْكن أن يَحُدَّ وبسرعة من هذه الزيادات التي أضحت تمس بالمستهلكين. وأضافت الرابطة في بيان تلقى "لكم" نسخة منه، أن مواقفها هذه تأتي انطلاقاً من تتبعها المستمر لوضعية الأسعار والزيادات المهولة والمتفاوتة في جل المنتجات والسلع والخدمات، وعلى رأسها الزيادات في المواد الغذائية الأساسية التي سَرت في خط تصاعدي مَكوكي غير مفهوم منذ نهاية فترة الحجر الصحي، رغم التطمينات التي وردت في تصريحات رسمية متتابعة، مشيرة أيضا إلى أن أثمنة اللحوم الحمراء، البيضاء، البيض، مشتقات الحليب، الخضر، الفواكه، زيوت المائدة بكل أشكالها والسمك …، تعرف أيضا زيادات صاروخية. وفي هذا الصدد، تساءل البيان، عن نتائج المخطط الأخضر والذي سُوِّق على أن من بين أهم أهدافه التأثير على البيئة الإنتاجية، تعبئة الموارد المالية، التحكم في المخاطر، ترشيد الموارد واستعمالها وفقا لمتطلبات الإنتاج، تشجيع الصادرات، تحسين التسويق الداخلي للمنتجات الفلاحية، الإقلاع الفلاحي وتغيير البنية الإنتاجية في المغرب كي تتماشى مع القدرة الشرائية للمواطن المغربي … إلخ، مبرزا أن هذا كله – مع الأسف الشديد لم ينعكس إيجابا على واقع القدرة الشرائية للمستهلك. هذا، وسجلت رابطة الدفاع عن حقوق المستهلكين، اختلافاً بيِّناً وفروقات واضحة في أثمنة كل المواد الاستهلاكية داخل المدينة الواحدة، ناهيك عن الفروقات الكبيرة بين المدن، مع غياب الجودة والسلامة الصحية داخل معظم الأسواق، خاصة منها المنتجات الحيوانية (يعزى ذلك بشكل كبير إلى ظاهرة انتشار الذبيحة السرية والرياشات الغير المُهَيْكَلَة وكذا تدخل سماسرة ووسطاء بين المنتِج والبائع… إلخ)، مما يدل على نقص كبير في المراقبة و تتبع الأسواق من طرف المؤسسات المعنية. وأدانت الرابطة ما أسمته، الممارسات اللاأخلاقية والمنافية للمنافسة في مجال المحروقات، في ظل ارتفاع وثبات أسعارها وعدم تباينها بين الشركات الموزِعة، مما يطرَح تساؤلات حول دور مجلس المنافسة، الذي يدخل في صلب اختصاصاته دراسة أداء الأسواق و محاربة مثل هاته الممارسات. في ذات السياق، شجب البيان، الانتهاكات الماسة بحقوق المستهلك، التي تباشَر من طرف بعض الموردين للخدمات والسلع في المحلات التجارية، وخاصة حقوق المستهلك في الإعلام، الاختيار، الإنصات إليه وحقه في التراجع. وطالبت الرابطة، باتخاذ إجراءات فورية على المستوى المركزي (الحكومة) بصيغة استعجالية تهدف إلى الحد من استمرار الزيادات في المواد الأساسية والغذائية الفلاحية والحيوانية، وبشكل عام اتخاذ جميع التدابير الضرورية الرامية إلى عودة الأسعار إلى حدها المعقول، مع توفير المواد الاستهلاكية، خاصة مع اقتراب شهر رمضان المبارك، مؤكدة على ضرورة تفعيل الرقابة على المستوى الترابي (الوحدات الترابية/السلطة المحلية/المصالح اللا ممركزة للإدارة المركزية …) من طرف الأجهزة الرقابية على الأسواق كل في إطار اختصاصه القانوني، وذلك عبر الزيادة في دوريات مراقبة الأثمان والجودة، ونشر نتائج التدخلات بصفة انتظامية. كما طالبت، الحكومة بتفعيل صلاحيتها لاتخاذ قرار تسقيف أسعار المحروقات وفق ما يسمح به القانون ولو مؤقتاً، والتطبيق السليم والجاد لقانون المنافسة بالشكل الذي يمكن أن يَحُدَّ من الممارسات اللاأخلاقية والمنافية للمنافسة، داعيا إلى تعزيز أدوار الجمعيات العاملة في مجال حماية المستهلك، وإشراكها في لجن المراقبة والتتبع، وتمتيعها بآليات جديدة للتدخل؛ كما دعت المستهلكين إلى التبليغ عن أي مس بحقوقهم إلى الجهات المختصة قصد ترتيب الجزاءات.