قالت الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة إن معدلات وفيات الأطفال دون سن الخامسة والرضع في المغرب ما زالت مرتفعة مقارنة بالدول الأوروبية والعربية، رغم الإصلاحات التي تبذلها وزارة الصحة والحماية الاجتماعية. وأوضحت الشبكة، وهي هيئة مدنية مستقلة، بمناسبة اليوم العالمي لسلامة المرضى الذي يصادف 17 شتنبر من كل سنة، أن معدل وفيات الأطفال دون الخامسة يصل إلى 18,2 لكل ألف مولود حي، مقابل ما بين 2 و3 في أوروبا، في حين يبلغ معدل وفيات الرضع نحو 14,6 لكل ألف. واعتبرت أن هذه الأرقام تعكس الحاجة الملحة إلى تحسين جودة الرعاية الصحية للأم والطفل وتطوير البرامج الوقائية.
وأضافت أن الوضع الصحي للأطفال والمواليد الجدد يتأثر بتحديات مزمنة أبرزها ضعف الرعاية أثناء الحمل والولادة وبعدها، وارتفاع معدلات العدوى المرتبطة بالمستشفيات والتي تتجاوز 12 في المئة، أي أكثر من ضعف المعدل العالمي. وأشارت إلى أن هذه الاختلالات تؤثر سلباً على ثقة المواطنين في النظام الصحي، خاصة في ظل النقص الحاد في الموارد البشرية والمستلزمات الطبية وضعف تطبيق بروتوكولات السلامة. ونبهت الشبكة، إلى أن ضمان ولادة آمنة ومجانية في جميع المرافق الصحية يظل أولوية وطنية، خصوصاً مع التحولات الديمغرافية التي تشهدها البلاد حيث بلغ معدل الخصوبة 1,97 طفل لكل امرأة في 2024، أي دون عتبة تعويض الأجيال المحددة في 2,1. وأكدت الشبكة أن ضمان رعاية صحية آمنة للأطفال والمواليد يتطلب استراتيجية شاملة ترتكز على الاستثمار في البنية التحتية، وتوظيف الأطر الطبية والتمريضية وتدريبها، واعتماد نظام وطني فعال للإبلاغ عن الأخطاء الطبية، إضافة إلى توفير مجانية شاملة للولادة في المرافق الصحية العمومية.