أكدت الرابطة المغربية للمكفوفين وضعاف البصر استمرار التدهور المقلق في أوضاع الأشخاص في وضعية إعاقة، نتيجة غياب الإرادة السياسية الحقيقية لتنزيل القوانين الوطنية والاتفاقيات الدولية ذات الصلة، وأعلنت عن تنظيم وقفة احتجاجية يوم غد الأربعاء بمراكش. وقالت الرابطة في بلاغ بمناسبة اليوم العالمي للأشخاص في وضعية إعاقة، إن الواقع المعيش يكشف عن تراجع خطير في التفعيل العملي لالتزامات المغرب إزاء هذه الفئة، واستمرار السياسات الإقصائية التي تحرمها من حقوقها الدستورية.
وأبرزت الرابطة أن المكفوفين وضعاف البصر، وغيرهم من الأشخاص في وضعية إعاقة، يواجهون صعوبات متزايدة في الولوج إلى التعليم، والتشغيل، والصحة، والحماية الاجتماعية، في ظل غياب العدالة الاجتماعية وضعف التنسيق بين القطاعات الحكومية المعنية. وطالبت بالحق في الشغل وتفعيل نسبة 7% الخاصة بتشغيل الأشخاص في وضعية إعاقة داخل الإدارات والمؤسسات العمومية والجماعات الترابية، وكذلك القيام بكل ما يمكنه تشجيع القطاع الخاص في هذا الصدد، مع تفعيل آليات المراقبة لضمان احترامها، والإدماج الفوري لهذه الفئة في نظام التغطية الصحية الإجبارية دون قيد أو شرط أو أداء مسبق، باعتبار الإعاقة وضعًا اجتماعيًا يستوجب الحماية لا التمييز. كما دعت الرابطة إلى توفير التعليم المجاني والدامج في جميع المراحل الدراسية، مع اعتماد المناهج والوسائل التربوية الملائمة، وتخصيص دعم اجتماعي مباشر للأشخاص في وضعية إعاقة وأسرهم، يضمن لهم الحد الأدنى من الكرامة المعيشية، إلى جانب إلزامية المجانية بشكل صريح في وسائل النقل العمومية، وضمان تمثيلية حقيقية لهذه الفئة في الهيئات الاستشارية والمؤسسات الدستورية ذات الصلة بحقوق الإنسان والتنمية الاجتماعية. كما شددت الرابطة التي اشتكت من حرمانها من وصل الإيداع، على ضرورة إعادة النظر في السياسات العمومية الخاصة بالإعاقة لتكون مبنية على مقاربة حقوقية شاملة، لا على منطق الإحسان أو الرعاية. واحتجاجا على هذا الواقع، أعلنت الرابطة عن تنظيم وقفة احتجاجية سلمية يوم الأربعاء 3 دجنبر الجاري، على الساعة الرابعة مساءً، بساحة البريد بمدينة مراكش، تحت شعار "من أجل تفعيل الحقوق لا الشعارات – كرامة، عدالة، ومساواة للأشخاص في وضعية إعاقة".