21 يوليوز, 2018 - 10:06:00 أثار المفكر التونسي يوسف الصديق، الجدل وهو يقدم قراءته للتراث الإسلامي، أثناء مشاركته في فعاليات الدورة 14 لمهرجان "ثويزا" للثقافة الأمازيغية الذي احتضنته مدينة طنجة. وقدم الصديق محاضرته تحت عنوان "المشروع الفكري المعاصر في الفضاء المغاربي"، وذلك ضمن فعاليات المهرجان الذي انعقد في مدة طنجة ما بين 19 إلى 22 يوليوز 2018، تحت شعار: "مستقبل الثقافة في الفضاء المغاربي". صاحب كتاب "لم نقرأ القرآن بعد"، وأمام أنظار العديد من الباحثين، أوضح أنه يعتمد في قراءته على الكتب التراثية المعتمدة والمتفق حولها، بين مختلف العلماء، وأضاف أنه لم يخطر بباله وهو يعكف على البحث والتأمل أن يشكك من خلال رؤيته في القرآن، قائلا إنه ينتمي إلى دين القرآن وحضارته. وأضح يوسف الصديق، الذي قال عنه محمد جبرون مسير اللقاء إنه خدم الإسلام وخدم الثقافة الإسلامية، من خلال ما يكتبه وما يترجمه، أن تساؤلاته تأتي رفعة لهذا التراث، متسائلا "كيف يمكن في هذا القرن، أو في ما قبله، أن أتعامل معه دون أن أكون منافقا، وصاحب تلاوة فقط، وصاحب ترتيل فقط، وإنما صاحب قراءة، ونحن الآن لسنا في حالة قراءة". ونبه المتحدث إلى أن المصحف ليس هو القرآن، ودعا إلى تجاوز بعض الأحكام، ولا بد من تجاوز بعض الآيات، حسب المتحدث، كآية (وفي الرقاب)، (وَلا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ) و(المؤلفة قلوبهم).. وغيرها كثير، فهي من وجهة نظره متجاوزة، لأنه ما عندنا رقاب ولا فتيات للبغاء. صاحب كتاب "الآخر والآخرون في القرآن"، يعتقد أن كل نص ديني موحى به، خاصة النص السماوي، يجب أن ينحصر كله في التلاوة والشعائر، مشيرا إلى أن المسيحية نجحت في أن تحصر النص عمليا وتاريخيا، إلى التلاوة فقط والتبرك، خاصة أنه "لا يمكن أن أشطب على آيات متجاوزة لكنني أرددها وأتبرك بها". وطرح الباحث العديد من الأسئلة بخصوص بعض ما جاء في القرآن الكريم، مستدلا بآية النبي آدام وزوجته، حيث اعتبر أن القرآن الكريم يحكي عنهما معا، لكنه عندما يريد أن يخاطب، فهو يوجه كلامه لآدم فقط، وهذا في نظر المتحدث يحتاج إلى إجابات مقنعة . وفي تعريفه المثير للمسلم، قال المفكر التونسي المثير للجدل،إن له معنيان، إما أنه أجبره التاريخ والناس والمجتمع والسياسة أن يسلم، كما جاء في القرآن الكريم (وإنه من سليمان...وألا تعلوا علي وآتوني مسلمين) وهو مغلوب على أمره، وإما أنه وهذا هو المعنى الثاني، وهو أخف، لكنه يفي بنفس المعنى، قال تعالى: (قالت الأعراب آمنا قل لم تومنوا، ولكن قولوا أسلمنا)، وفي ذات السياق دعا يوسف الصديق الباحثين إلى توضيح العديد من الأمور، فتاريخيا يقال للخليفة "أمير المؤمنين"، وبالمقابل نجد مصطلح "بيت مال المسلمين"، وهو أمر لا يستقيم حسب المفكر التونسي الذي تساءل: "لماذا هنا مؤمنين وهنا مسلمين؟". المفكر التونسي ضرب المثل أيضا بالعديد من المفردات والكلمات التي جاءت في القرآن، وهي غير موجودة في لغة العرب، وفي شعر العرب ومصادره الكبرى، متسائلا عن مصدرها خاصة وأن القرآن جاء بلغة العرب، مؤكدا أن كل ذلك يحيره، وقال متحديا جمهوره: "لن أبرح حتى تفسروا لي كيف جاءت ومن أين جاءت؟". يشار إلى أن الدورة 14 ل مهرجان "ثويزا" للثقافة الأمازيغية، اقتصرت هذه السنة على الندوات والمحاضرات الفكرية والثقافية، دون الفقرات والسهرات الموسيقية التي كانت تقام في الساحات العمومية، وهو ما اعتبره مدير المهرجان في تصريح للصحافة أن المهرجان في سنته الرابعة عشر في لحظة تأمل، في انتظار إعطاء نفس جديد للمهرجان من خلال الاستثمار في الفكر وفتح فضاءات للنقاش.