كما لو كنا في سبات عميق حتى مرت 20 سنة على تولي عرش المملكة المغربية ملك الفقراء محمد السادس مرور الكرام لكنها اتضحت في أيام بعد الخطاب الملكي ولأول مرة في تاريخ الملوك نسمع “اني اتألم”. بهذه العبارة وتعبير سهل استطاع كل من يعرف اللغة العربية في كل بقاع الأرض انه هناك ألم بجروح عميقة لكنها بدون دموع ولا اهازير بل صوت منخفظ كداك الذي يموت ببطئ وعقارب الساعة تسمع رناتها والصمت يلف القاعة(الوطن). الشعب المغربي اسطاع ان يصل للحقيقة قبل أن يبحث عنها رغم أنها كانت موجودة بالعين المجردة ومجهولة كوضوح الشمس… حقيقة الألم الذي يعيشه كل من يعمر الوطن فملك المغرب معروف بالسياحة الداخلية واهتمامه بها. وكأنه يعيش الواقع الشعبي. شهيدة الطفولة (هبة) لم تتجاوز من العمر ست سنوات تألمت ألما لا يعلمه إلا الله وحده لا شريك له. ولا احد منا يعلم أن كانت الملائكة تحيط بها أثناء انشعال النار في جسدها لأنها اصلا ملائكة. طفلة نعم هي طفلة صغيرة لم ترى النور والسرور لكنها رأت نور النار الذي سيذخلها الجنة وهي تطير مبتسمة في دار البقاء. ماتت (هبة) وتالمت ورحل معها الألم. غير أن كل من يعمر داك الوطن سيظل الألم وضميره يتألم ولن يرى النور لان روح (هبة) باقية حية ترزق في كل مناطق المملكة بشوارعها وبيوتها. هبة توفية والأسباب متعددة ماتت وضمائهم قاسية تالمت والألم سيبقى في ادهان كل مسؤول مغربي. ويبقى السؤال المطروح من الذي يجعل ملك البلاد يتألم والشعب يراقب ويعيش الألم بالاضعاف. هل هناك دولة داخل دولة ونحن لا نعلم! ام هي دعوات الأجداد والأسباب متعددة! ام مجرد ألم ويزول بفعل فاعل؟ الوطن يتألم والأرض جريحة رغم خيراتها والشعب المقهور المظلوم ينتظر متى الفرج يا الله.