نظمت الجامعة الصيفية لإقليم الباسك و معهد الباسك لعلم الجريمة و جمعية اقليم الباسك لخبراء الجريمة بالمشاركة مع جمعية CISEG من برشلونة و منظمات اخرى المؤتمر الدولي الأول لمناهضة التطرف من 11الى 13 شتنبر بمدينة ايرون الباسكية و ذلك في ذكرى مرور 18 سنة على العمليات الإرهابية للبرجين التوأمين في الولاياتالمتحدةالأمريكية. تكوٌن البرنامج من عدد من العروض و الورشات عمٍل على تنشيطها العديد من الأخصائيين و الخبراء في علم الجريمة و علم الإجتماع و اخصائيين في التربية و ممثلين من المجتمع المدني و عائلات ضحايا الإرهاب من مختلف الدول و طلاب الجامعات و كل المهتمين و ممثلين حكوميين و غير حكوميين. و قد افتتح المؤتمر بكلمة مسؤولين عن حكومة االباسك بإبراز معانات اقليمهم على مدى سنوات من ارهاب منظمة ETA و تجنيدهم الدائم ضد جميع انواع الإرهاب . و مختصين اوروبيين في مكافحة التطرف العنيف منهم السيد J.P L سفير البحر المتوسط ضد الإرهاب. و خلال 3 ايام تناوب العديد من الأخصائيين في جميع المجالات المعنية بالامن على تنشيط الورشات و المحاضرات طارحين تساؤلات و ابحاث حول ضاهرة التطرف و علاقة الإيديولوجيات من أصول دينية بالإرهاب و الحث على الكراهية و العنف مركزين في غالب الأحيان عن التفرقة ما بين الإسلام الدين الحنيف و الارهاب الجهادي الذي يستخدم الإسلام كذريعة لقتل الأبرياء خاصة ان وسائل استقطاب منفدي العمليات الإرهابية ترتكز على استخدام الدين لصالح المجموعات المتطرفة. ورشات لم تقل اهميةً الواحدة عن الاخرى الاٌ انٌ هناك ورشة استحوذت على اهمية الجميع الا وهي ظاهرة استقطاب الشباب داخل السجون او جهاد السجون . في عرضهم لمعطيات المؤسسات الأمنية الإسبانية تحدث مسؤولون عن الشرطة الوطنية و الحرس المدني عن عدد العمليات التي قادها رجالهم ضد منظمة داعش و التي وصلت الى 86 عملية اسفر عنها 276 محكوم الى غاية شهر أغسطس الماضي لا تتعدى احكامهم 7 سنوات . و حسب رجال الأمن هاذا يعني اقتراب موعد الإفراج عن المحكومين الأوائل و تجولهم بحرية في كل منطقة شنغن مما سيؤدي الى استنفار دائم للدول المعنية منهم اسبانيا . و جهاد السجون كما سموه هي عملية استقطاب الشباب داخل السجون من طرف المحكومين حيث ان 1 من 10 من منفدي العمليات الإرهابية كان مسجونا سابقا بسبب جرائم من نوع غير ارهابي و استُقطِب لتنفيذ العمليات خلال مدة السجن من طرف ارهابيين سجناء. و في عملية بحث داخل 17 سجن في اسبانيا تم تفكيك شبكة مركبة من 25 سجين كانت تشتغل بتنسيق بينها لأستقطاب ضحايا جدد و منفذي لعمليات ارهابية بشكل انفرادي او جماعي بعد خروجهم من السجن. و امام هذه الإشكالية عرض اخصائيوا CISEG السادة D.G و A.M و السيدة M.G.M من جهة مدريد و السيد C.M من فلنسيا و السادة D.Gh من M.R المغرب و اخصائيون آخرون اقتراحات و نتائج ابحاثهم عن الطرق الممكن استخدامها للمساعدة على الخروج من حالات التطرف اولها التوعية, الحوار, التكوين , التهييئ للعودة و الاندماج في المجتمع بمبادئ جديدة، الدراية بادارة الصراعات الداخلية ، تعليم الحماية من خطر شبكات التواصل الإجتماعية الأكثر تسببا في استقطاب الشباب عبر الرسائل و الفيديوهات المشجعة على تنفيذ العمليات و ضرورة خلق رسائل سرْد مضاد Contra narrativa لتفكيك و تبخيس الحماس المزيف المدعوم بالأناشيد و صور الأمجاد المحققة البعيدة عن الواقع ، تخصيص برنامج حماية و توجيه و مرافقة بعد الخروج من السجن تفاديا لسقوط آخر في مخالب الدعاة الى العنف. و من الإقتراحات العملية طلبٌ عبر عنه مستخدمي السجون الحاضرين و هو تمكينهم من تعلم اللغة العربية حتى يتسنى لهم فهم الرسائل المشفرة التي يستخدمها بعض السجناء فيما بينهم. اما الخبير B.B ممثل CISEG في المغرب فقد اقترح من ضمن عرضه العزل الثقافي لسجناء الإرهاب لكي لا يسمح لهم بالإحتكاك بسجناء من نفس أصلهم و ديانتهم حتى لا يستمروا في تنفيد مخططتاهم داخل السجن و يقتصر التعامل فقط على سجناء من جرائم و جنسيات مختلفة. مستوى المداخلات و العروض و الدراسات كان أكاديميا عاليا و نسبة تبادل الخبرات شجع المؤتمرين على ضرب مواعد متكررة في مؤتمرات اخرى و مستوى الأخصائيين و الخبراء رفع بنسبة نجاح المؤتمر رغم الهفوات الكبيرة في التنظيم و سووء تدبير امور الضيوف و المؤتمرين و التي عبر عنها بالإجماع بعض الضيوف .