أحمد رباص في إطار اللقاءات التواصلية التي شرع المكتب السياسي للحزب الاشتراكي الموحد في عقدها مع المكاتب المحلية عبر سائر جهات المملكة، احتضن مقر الحزب ببوزنيقة مساء يوم الإثنين رابع نونبر الحالي اجتماعا ترأسه أحمد السباعي والعلمي لحروني ممثلا المكتب السياسي وحضره رفاق ينتمون لفروع بوزنيقة والمحمدية وبنسليمان. انطلق هذا اللقاء بكلمة قصيرة ألقاها أحمد السباعي، شكر في مستهلها رفاق أحمد آيت سي علي، الكاتب المحلي لفرع بوزنيقة، على الدينامية التي انخرطوا فيها على مستوى التنطيم والتعبئة والتكوين، وأهمية اللقاء التواصلي في تحقيق ثلاثة أهداف؛ التعرف على الأوضاع الداخلية للحزب، ثانيها الإعداد لخوض المعارك الانتخابية القادمة وثالثها مقاربة بعض الاختلالات الغريبة عن أدبيات الحزب. العلمي لحروني بوصفه المسؤول عن تسيير مجريات هذا اللقاء، عبر عن سعادته بالتواجد في هذه اللحظة مع مجموعة من مناضلي ومناضلات الحزب المنتمين لفروع بنسليمان والمحمدية وبوزنيقة. ثم واصل تدخله بالإشارة إلى أن عقد هذا اللقاء يتم في وقت أضحت فيه الممارسة السياسية بالمغرب تتم في أوضاع حرجة بحيث أنه حتى الأحزاب الممثلة في البرلمان تمنع من تنظيم أنشطتها، مستشهدا بالقمع الذي تعرض له خلال هذا اليوم المشاركون في حركة احتجاجية بمدينة بوعرفة. في هذا السياق، قال المنسق إن النظام بعدما حقق انتقال السلطة بسلاسة تراجع إلى ما بعد ما أسماه بالسكتة القلبية التي كانت في الحقيقة سكتته، ومع ذلك تورط جزء من اليسار المغربي في هذا الانتقال بدون ضمانات وتعهدات. وفي نهاية كلمته، جدد تأكيده على دعم حزبه للنضالات السياسية الجماهيرية مشيرا في هذا الصدد إلى أن أعضاء المكتب السياسي اتفقوا على عقد اجتماعهم المقبل في مدينة الحسيمة يوم 16 من الشهر الجاري وعلى تنطيم ندوة لدعم الحراك وفك العزلة عن الريف في اليوم الموالي وذلك من أجل الاستماع إلى المواطنين وإلى القواعد والإسهام في تعزيز موقع الحزب في المشهد السياسي استعدادا للمشاركة في الانتخابات المقبلة. و لفت المنسق انتباه الحاضرين إلى أن الكتاب المحليين للفروع الثلاثة مطالبون، بالتدخل للإدلاء بشهادتهم عن الإنجازات، عن الأوضاع التنظيمية وعن الصعوبات التي اعترضتهم في مساعيهم المتعلقة بتوسيع العضوية وهيكلة التنظيمات الموازية. من جانب أخر عاد السباعي ليستأنف حديثه متناولا ثلاث نقط. النقطة الأولى تخص الاندماج في إطار فدرالية اليسار الديمقراطي الذي لن يتم إلا إذا توفرت له الشروط المواتية حسب ما تم الاتفاق عليه في المؤتمر الوطني الأخير. ومن أجل تنوير الحاضرين بخصوص هذه المسألة أخبرهم بأن جزءا كبيرا من أعضاء المكتب السياسي اهتدوا إلى أن انخراط الحزب في أعمال تنظيمية يقتضيها الاندماج في إطار الفدرالية سوف يؤثر سليا على مشاركتنا في الانتخابات القادمة، لهذا يستحسن تأجيل الاندماج إلى ما بعدها. النقطة الثانية تتعلق بالمفارقة بين هالة وإشعاع الحزب على المستوى الوطني وبين “وضعنا التنظيمي المتكلس”. لتجاوز من هذأ الوضع، اقترح المتحدث توسيع الحزب من خلال البحث عن الطاقات الراغبة في الالتحاق بصفوف الحزب، منوها بتطور عدد الأعضاء في بوزنيقة حيث وصل إلى 60 وهو إنجاز مهم إذا ما قورن بما تحقق على هذا المستوى في مدينة فاس. وما يفرض على الحزب المضي قدما على درب توسيع نطاق الانخراطات هو أن مشروعه السياسي المتمثل في الملكية البرلمانية والذي يكتسي طابعا صداميا يتطلب جلب جماهير غفيرة تمشي وراءنا وتساندنا. أما النقطة الثالثة فتتعلق ب”ممارسات سياسية تنظيمية منفلتة”، . من خلال هذه النقطة، أراد عضو المكتب السياسي أن يوجه رسالة قوية وحاسمة إلى أحد المنخرطين الذي كتب في الفيسبوك أننا من المدافعين عما اعتبروه “احتلال عربي لشمال إفريقيا”. قيل مثل هذا الكلام على إثر مشاركة الحزب في مؤتمر الأحزاب العربية رغم أن مرجعيتنا الحزبية تعترف بأن المغرب متعدد الهويات. كما أكدنا لأشقائنا العرب على أن القومية العربية منفتحة على سائر القوميات. وهنا استحضر المتكلم الانتقادات التي تعرضت لها نبيلة منيب بسبب استقبالها من طرف الملك الذي سبق له أن قام بنفس الشيء مع سلفيها بنسعيد ومجاهد انسجاما مع انخراط حزبنا في النضال الديمقراطي من زاويتين: زاوية النضال الجماهيري وزاوية النضال المؤسساتي.