أحمد رباص انقلبت زوال أمس الثلاثاء سابع عشر دجنبر الجاري حافلة للنقل الحضري تابعة لشركة لوكس التي تآكل وتضاءل أسطولها منذ سنوات بحيث لم يعد بمقدوره توفير النقل للمواطنين بين بنسليمان والمحمديةوبوزنيقة في ظروف تحفظ كرامتهم الإنسانية وسلامتهم الجسدية. كانت الحافلة متوجهة من بنسليمان إلى بوزنيقة وهي غاصة عن آخرها بالركاب ما جعل عدد الجرحى يصل إلى 23 مصابا بينهم طفل أصيب بكسر على مستوى إحدى رجليه. بعد إخبار عناصر الدرك الملكي والوقاية المدنية والسلطة المحلية بقيادة الزيادية، تم نقل الضحايا إلى قسم مستعجلات بالمستشفى الإقليمي لتلقي العلاجات، فيما تم إيقاف سائق سيارة خفيفة اصطدمت بالحافلة ما جعلها تنقلب مع ما صاحب ذلك من هلع وصراخ بين الركاب. مباشرة بعد ذيوع خبر هاذه الحادثة المفجعة والتي ليست غير مسبوقة في سجل هذه الشركة منذ شروعها في العمل في هذه المنطقة (بنسليمان- المحمدية-بوزنيقة)، توالت ردود الفعل منددة بسياسة الآذان الصماء التي ينهجها المسؤولون والمنتخبون بتواطئ مع صاحب الشركة تجاه الشكايات والاحتجاجات ضد رداءة الخدمات وفداحة النكسات التي فرضت على زبائن الشركة، وهم في غالبيتهم من الطبقة الفقيرة، بدون أمل، أو حتى بارقة أمل تلوح في الأفق من شأنها تبشيرهم بنقل يضمن كرامتهم وراحتهم. من هذه الردود ما اتخذ من الفيسبوك منبرا، ومنها ما جاء على ألسنة ساكنة المنطقة التي تستحق، فعلا، نقلا حضريا في المستوى سيما وأنها تنتمي إلى جهة الدار البضاء-سطات. أما من الناحية السياسية بمفهومها التنظيمي المسؤول، فقد اتخذ رد الفعل شكل بيان أصدره الحزب الاشتراكي الموحد ببوزنيقة في مساء اليوم الذي وقعت فيه الحادثة. من خلال مضمون بيانه، يعرب الحزب عن قلقه من تزايد عدد حوادث السير، التي تتعرض لها حافلات النقل الحضري.ودعا السلطة الإقليمية وعلى رأسها عامل الإقليم إلى تحمل مسؤوليته للحد من هذه الحوادث المستمرة. كما حمل المسؤولية للمجلس الإقليمي باعتباره الجهة المكلفة بتدبير قطاع النقل الحضري. وطالبه بالتدخل للحد من هذا الوضع المهدد لحياة المواطنين. (لمزيد من التفاصيل انظر نص البيان أسفله) في إطار نفس الهيئة السياسية الناشرة للبيان التنديدي، كتب يوم أمس يوسف بنصباحية، الفاعل السياسي والنقابي والجمعوي، تدوينتين في صفحته على الفيسبوك متفاعلا مع هذه الحادثة /الكارثة, في التدوينة الأولى تساءل في بدايتها: ألم يحن الأوان لوقوف كل ساكنة بنسليمان في وجه شركة النقل لوكس و من يقف وراءها من مسؤولين! بعد ذلك، أشار القيادي في الحزب الاشتراكي الموحد إلى ان عشرات حوادث السير مماثلة خلفت ضحايا وبقينا ننتظر إلى أن تحصل الكارثة، لا قدر الله. وهنا خاطب الرفيق يوسف سكان المنطقة محملا إياهم المسؤولية بسكوتهم ومتهما السلطات المختصة بكونهم شركاء في الجريمة. ويتابع يوسف، في تدوينته الأولى دائما، مذكرا بأن “الحق في الحياة مقدس و تضمته كل المواثيق الدولية لحقوق الإنسان وفي مقدمتها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، و كل مساس به هو جريمة و المسؤولون يتحملون مسؤوليتهم لسكوتهم على هذه الشركة التي تتلاعب بأرواح المواطنات و المواطنين.” إلى ذلك أضاف بنصباحية أن “شركة لوكس تستفيذ من الدعم في المحروقات و التأمين لأن حافلاتها تحمل ترقيما للمناطق الصحراوية و تبتز السلطات المسؤولة من أجل الدعم المخصص للطلبة و مع ذلك تشتغل بأسطول متهالك دون حسيب و لا رقيب و بتواطؤ مكشوف من طرف كل الأطراف المعنية بسلامة المواطنين من حوادث السير”. من هنا يستنتج بنصباحية أن الوقت قد حان للوقوف في وجه الشركة و من يدور في فلكها. وفي سياق ذي صلة، كتب يوسف في تدوينته الثانية أن مدينة بنسليمان تتعرض للتقتيل و البطالة و تبدير المال دون حسيب و لا رقيب. من أجل تشخيص أوجه هذا الوضع الذي اختزلته عبارتته الوجيزة ذكر المناضل حافلات النقل الحضري الحالية مسميا إياها بصناديق الموت، تليها شاحنات الموت القادمة من المقالع والتي بعد أن دمرت البيئة ها هي تدمر البنية التحتية و تهدد حياة المارة. ثم أتى على ذكر شركات التدبير المفوض في النظافة و المساحات الخضراء مستنكرا استنزافها لمالية عاصمة الإقليم. أما فرص الشغل فهي منعدمة و القضاء غير نزيه و بعض العناصر المنفلتة من الأمن تمارس التعديب النفسي و الجسدي على الموقوفين. كل هذا و لا أحد يحرك ساكنا. وفي الأخير، لم يجد المدون بدا من طرح هذا السؤال: هل ماتت النخوة و عزة النفس في ساكنة هذه المدينة؟!