بقلم محمد بوكرين عرفت مدينة طراسة جهة برشلونة يوم 14 من الشهر الجاري "انتخاب"رئيس الجمعية الاسلامية بدر المكلفة بتسيير أكبر مسجد بالمدينة ، ويرجع الفضل في شراء والاسهام في بنائه الى مسلمي طراسة بكل أطيافها وانتماءاتها لمناطق بلدنا الحبيب المغرب ، ونظرا للثقل الديمغرافي للمسلمين ذوي الاصول المغربية والسينغالية الذي يحتل الرتبة الثانية بعد بروكسيل على المستوى الأوروبي والذي يفوق 18000مسلم ، اعلن المسؤول مع دخول السنة الجديدة على اجراء انتخابات وفقا لمقتضيات القانون الداخلي للجمعية الذي مازال محل نزاع، وأثناء الجمع العام أثيرت مجموعة من النقاط للنقاش وبقيت معلقة ولم يصادق عليه في حينها ، الا أن الرئيس وبقرار انفرادي ذهب وسجل القانون لدى السلطات المختصة دون علم المنخرطين او الجماعة ، ولم يسلم أحدا نسخة منه حتى الذين طالبوا به فلم يكن الجواب الا التماطل ، حيث طالب غالبية رواد المسجد والفاعلين في المدينة بالجلوس للحوار من أجل تعديل القانون الداخلي للخروج بصيغة ترضي كل الاطراف حفاظا على وحدة الجماعة والأخوة التي هي من صميم قيم اسلامنا الحنيف . وتجدر الاشارة الى ان السنتين الفارطتين عرفتا فراغا مهولا على مستوى الأنشطة والدورات العلمية والتكوينية ،مما فوت فرصة الاستفادة من الدعم المالي المخصص للجمعيات الدينية الذي هو حق بموجب القوانين المنظمة ،زد على ذلك توريط الجماعة في شراء محل يقدر بنصف مليون أورو،الذي بقي معلقا دون ان يستفيد منه المسلمون قرابة اربع سنوات . هذا وقد تم اجهاض اول محاولة للحوار والتي اقيمت داخل المسجد بحضوراغلب المهتمين والفاعلين ورواد المسجد وكذلك احد اعضاء المكتب المسير وتم ذلك باعلانه يوم الجمعة وامام المصلين وبجانب المنبر أنه يمنع منعا كليا عقد اي اجتماع داخل المسجد الا برخصة من الادارة طبقا للقوانين المنصوص عليها والمسجلة في وزارة العدل وأنه سيتابع قضائيا كل من خالف ما جاء في الاعلان ، بعد ذلك يعلن الرئيس مرة أخرى على شروط ترشيح المسؤول الجديد للجمعية الا انها تعجيزية ولا يمكن أن تتوفر في اي شخص بما فيه الرئيس الحالي نفسه ، لذلك لم يضع اي احد ملف ترشيحه اعتراضا على هذه الشروط وما ينص عليه القانون الداخلي المتنازع عليه ، وبمرور الأجل المخصص لوضع ملف الترشيح تساءل الجميع عن الشخص المرشح فخرج احد اعضاء المكتب ليمدد المدة الى عشرة أيام ليتداركوا الخطأ والورطة التي سقط فيها الرئيس، وبعدها بيوم يعلق اعلان انه المرشح الوحيد مع زيادة شرطين آخرين لا داعي لذكرهما ، ثم بعد شد وجذب يرضخ لطلب مجموعة من الجماعة لعقد لقاء لشرح القانون المنظم لانتخاب الرئيس الجديد ، الا انه سقط في عدة اخطاء منها عدم تشكيل لجنة تشرف على العملية الانتخابية واخذ يتكلم باعتباره رئيس ومرشح في نفس الوقت ولم ينس حق النساء في المشاركة وحقهم في التصويت لكن لم يكن للأسف من المدعوات وهذا ان دل على شيء فانما يدل على الارتجالية والعبثية في اتخاذ القرارات ومنهج الاقصاء واضح من البداية لكل الفعاليات المتواجدة بالمدينة من خريجي الجامعات والفاعلين الجمعويين وذوي الخبرة والتجربة في العمل الاسلامي الدعوي , اللهم الا استغلال أصوات أخواتنا المسلمات كصوت انتخابي دون الاعتناء بهن كانسان لهن روح وجسد وان الله كرمهن من فوق سبع سموات , مما أدى الى فشل اللقاء دون احراز أي شيء يذكر سوى مزيد من التفرقة بين افراد القبيلة وبث الشقاق في صفوف مسلمي المدينة ، ثم يقفزالمسؤول وبتحد سافر ليحدد ان من له الحق في التصويت الا من هو مسجل في لائحة المنخرطين ويؤدي المساهمة الشهرية بانتظام لخمس سنوات دون انقطاع ، لكن كانت المحصلة لعدد المسجلين لم تستقر في لائحة مضبوطة ومتفق عليها من طرف المكتب المسير ، فمن 191 الى 200 ثم الى 207 يوم الانتخاب ، أمام 2400 شخص يصلون بانتظام في المسجد وأيام العطل الى 3000 مسلم وهؤلاء يساهمون بما قدره 5000أورو شهريا مقابل 450 أورو شهريا. وبهذا الاجراء الاقصائي والتهميشي لغالبية مسلمي طراسة بدعوى تطبيق القانون واحترام قانون البلد ، لكن المسؤول لم يحسبها جيدا أنه بحرمان الغالبية من حقهم في المشاركة سيحرم المسجد مستقبلا من مداخيل مهمة والتي عليها يعتمد لتغطية النفقات وحرمان الناس من الصدقة ودورها في حياة المسلم ، لكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة ، ما جدوى هذه المهزلة الانتخابية لعدم وجود منافس له والاصرار على اجرائها خارج المسجد وحجز قاعة بالمركز الحضري يوم الأحد ، وجلب رجلا أمن خاص لمنع أي شخص من الدخول الا المسجلين في اللائحة التي أضيف اليها أشخاص لم يؤدوا الشرط ولم يكونوا منخرطين ومعضمهم من مؤيدي الرئيس ...لكن هذه المهزلة لم تخل من المفاجأة ، فمساء يوم الأحد 14فبراير وبحضور السلطات ورجال الأمن بكل تشكيلاتهم وممثلي المجتمع المدني ، تعلن النتائج وذلك بمشاركة 65 شخص 4اصوات بيضاء واثنان ملغاة، وسط ذهول الجميع وضحكات وتصفيق رموز المعارضة التي كان حضورها وازنا وقويا لتكون شاهدة على هذه المهزلة في كل فصولها ، برغم الاقصاء والمنع والكولسة والاجتماعات الماراطونية ليل نهار لم يحرز الرئيس الا على 27 بالمائة ممن اختارهم ، و0,30 بالمائة من مسلمي طراسة , كل هذا يدفعنا لنتسائل لم كل هذا العناد والتحدي ؟ وما هي تكلفة هذه المهزلة التي سيدفع مبلغها من مالية المسجد والتي قدرها البعض بحوالي 2000أورو على الاقل في ظروف الأزمة الاقتصادية الحالية ؟ الى الذين باركوا هذه المهزلة ولم يستحضروا هذه المعطيات والخروقات أن تتبينوا قبل ان تقدموا على تهنئة من يريد أن يعطي صورة مغلوطة عن واقع مسلمي طراسة لسلطات المدينة ولمن يعيش في مدن أخرى ، باسم كل غيور عن دينه ومستقبل أبنائه نعلن اننا نستنكر كل الاساليب التي انتهجها رئيس جمعية بدر وكل من ساعده من قريب او بعيد . ان كل الفاعلين والناشطين بالمدينة يشجبون وبشدة هذه الأساليب و الممارسات التي لا تليق بنا كمسلمين في بلد الحرية والقانون . طراسة 22 فبراير2016 محمد بوكرين