عمالة المحمدية تمتلك مقومات رفع التحدي واستشراف المستقبل ولكن...
تمتلك عمالة المحمدية من المقومات ما يجعلها قادرة على رفع التحدي واستشراف المستقبل كما أنها تمتلك مؤهلات طبيعية وسياحية هامة وبنيات تحتية أساسية، بحكم قربها من أهم المطارات بالجهة ومركب مينائي كبير يضم محطة بترولية تسع لبواخر ذات حمولة تصل إلى 300 ألف طن، وميناء صيد وورش بحري كبير وقاعدة بحرية.
فعمالة المحمدية التي تمتد على طول عشرة كيلومترات من السواحل ذات الاستقطاب السياحي والترفيهي، تضم أيضا قطبا صناعيا مميزا يضم محطة حرارية تنتج 15 في المائة من الطاقة الإجمالية الوطنية، والشركة المغربية للتخزين التي يصل إنتاجها من الغاز وطنيا إلى 76 في المائة، بالإضافة إلى قطب بترولي يؤمن 95 في المائة من حاجيات البلاد من المواد الطاقية والبترولية.
كما يضم اقليمالمحمدية بنية سكانية تتعدى 440 ألف و648 نسمة حسب إحصاء 2014،و تعد مجالا لاستقطاب وانتعاش الاستثمار وخلق فرص الشغل بتوفرها على منطقة صناعية نشيطة على مساحة إجمالية تبلغ 800 هكتار وتوفر 15 ألف عمل قار.
كمات يتوفر الاقليم، على 630 هكتار من الغابات وسد ووديان (المالح والنفيفيخ) مما يجعل المنطقة تصنف ضمن المناطق الرطبة بالعالم، تحتضن أربع مؤسسات للتعليم العالي ومعهد للتدبير والتسويق الفلاحي وأخر للتكنولوجيا التطبيقية الفندقية والسياحية، كما سيتعزز الاقليم بإنجاز مشروع المعهد العالي للنقل واللوجيستيك وإدراج مسالك للهندسة والتكنولوجيا تستجيب لحاجيات التنمية والمجتمع وسوق الشغل . لكن بالمقابل تعرف عمالة المحمدية جملة من الإكراهات المجالية بما فيها مخاطر الفيضانات ومخاطر التكنولوجيا (نقل المحروقات والمواد البترولية) التي تشكل تهديدا بيئيا، بالإضافة إلى إتلاف الساحل من جراء عوامل التعرية والتطهير السائل والنشاط البترولي والصناعي، وتلوث الهواء الناتج عن الانبعاثات الغازية للوحدات الصناعية.
اضافة لمشكل أحياء الصفيح بتراب العمالة حيث يعرقل وجودها مسار التنمية الترابية والمجالية ، وان عرف ملف القضاء على دور الصفيح اهتماما كبيرا وعناية فائقة من طرف العامل السابق السيد علي سالم الشكاف حيث تم القضاء على دواوير قصديرية عريقة بالمحمدية عمرت لعقود من الزمان وكانت تأوي آلاف من الاسرة وعلى رأسها كاريان الشانطي الجديد والجموع والمسيرة واجزاء كبيرة من البرادعة ودواوير بالشلالات وبني يخلف وغيرها.
وفي سياق الحديث عن عمالة المحمدية كان السيد علي سالم الشكاف قد أكد في عرض سابق له بمناسبة تنظيم الملتقى الجهوي بالدارالبيضاء،أنه تم وضع استراتيجية تهدف إلى إعادة تأهيل تراب العمالة وحمايته من مخاطر الفيضانات والتلوث بتكلفة تبلغ 500 مليون درهم، واتخاذ تدابير استعجالية للحد من تلوث الهواء وتحسين جودة مياه السباحة في شواطئ العمالة.
وذكرالشكاف انذاك بحصيلة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ما بين 2005-2015 والتي بلغ عدد المستفيدين منها 134 ألف و662 مستفيد، و466 مشروع شملت مختلف القطاعات التنموية ومشاريع القرب، كما أشار إلى مشروع المدينةالجديدة زناتة كقطب حضري مميز.
أما فيما يخص الدعامات الأساسية لتنمية القطاعات الاقتصادية فشملت المخطط الأخضر لجعل الفلاحة بتراب العمالة ذات مردودية مرتفعة، إضافة إلى تدعيم المحمدية كمحطة محورية لتنمية القدرات اللوجيستية للجهة واندماجها في المخطط الوطني للنفايات المنزلية والضريبة الإكولوجية، وكذا البرنامج الوطني للمدن بدون صفيح.
وشدد الشكاف وقتها على ضرورة مواكبة الجهة ومساندتها الفعلية للعمالة في إطار المشاريع التنموية المستقبلية الرامية إلى بلورة استراتيجية واضحة تتماشى مع توجهات المخطط التنموي الجهوي ومخطط إعداد التراب الجهوي وتجسد الرؤية التنموية الشاملة لصاحب الجلالة، الملك محمد السادس.
لكن ماذا يستوجب الان مقابل هذه المقومات والمؤهلات العديدة التي تتوفر عليها عمالة المحمدية؟ والرسالة نوجهها للسيد هشام المدغري العلوي عامل عمالة المحمدية:
السيد العامل، بعمالة المحمدية هناك منتخبين ورؤساء جماعات في حاجة إلى إعادة “تدوير” أو “formatage” لطريقة تدبيرهم وتسييرهم، فمنهم المستكين، ومنهم الصامت، وفيهم الخجول، وفيهم الباحث عن مصلحته الشخصية، وفيهم الراغب في قضاء مآربه، وفيهم أيضا المشتغل بحس وطني وتنموي ولم يجد من يدعمه او حتى يفهمه.
السيد العامل، نسبة الفقر بإقليمالمحمدية في مستويات قياسية، تحتاج إلى برامج تنموية وفق النموذج التنموي الجديد الذي يتطلع إليه عاهل البلاد، وذلك لن يتحقق بالإقليم ما لم يتم خلخلة البنية الذهنية لبعض المنتخبين ومسؤولي القطاعات الخارجية، وأيضا مساءلة وتقييم التراكم المحقق سلبيا كان أو إيجابيا، لمعرفة مدى ملاءمته وفاعليته.
السيد العامل، المحمدية منكوبة صحيا، وتحتاج إلى مقاربة جريئة لنفض الغبار عن المستشفى المحلي مولاي عبد الله الذي أضحى عالة على المدينة، في ظل تواضع خدماته. السيد العامل، لا مناص من النزول الميداني إلى كل جماعات الإقليم فمن رأى ليس كمن سمع، لترى الوجوه الشاحبة وترى بعضا من النساء والشيوخ والشباب ينشدون فقط كسرة خبز وكأس ماء وصحة وتعليم جيدان.
السيد العامل، هذا فقط غيض من فيض، نرجو ولا نتمنى، فالرجاء ممكن التحقق والتمني شيء لا يرجى تحققه، في تغيير إقليمالمحمدية من وضع بئيس إلى وضع تنموي مشرق.