يبدو ان التطور الذي تعرفه المملكة المغربية في جل المجالات الاجتماعية و السياسية و الاقتصادية ، و الذي ساهم بشكل مباشر في الاقلاع و النهوض ببلدنا و تمكينه من اعتلاء مراكز متقدمة افريقيا و عربيا و حتى دوليا ، هذا المخطط الذي كان في صلب اهتمامات جلالة الملك محمد السادس، و الذي حرص منذ اعتلائه العرش، على تحقيقه بشكل متوازن ومنسجم ، أضحى ( التطور) محطة اهتمام عدد كبير من الفاعلين السياسيين و الاقتصاديين بالمنطقة المغاربية خاصة الجارة الجزائر . و ارتباطا بالموضوع المشار اليه اعلاه، تعالت في المدة الاخيرة مجموعة من الأصوات الجزائرية الحرة، بين معلقة على ما يشهده المغرب من نهضة اقتصادية، و المطالبة بالعودة الى ربط علاقات اخوية مع جارتها التي أضحت تنافس كبريات الدول العالمية في مجموعة من المجالات الاقتصادية و التكنولوجية ، كانت أبرزها ما ورد في جريدة الخبر الجزائرية ، الواسعة الانتشار في عمود بعنوان "ضمنا إليك أيها الملك"، إن "المغرب وضع الأسس فعلا لإقلاع اقتصادي يشبه إقلاع تركيا قبل 20 سنة " . وأوضحت أن المملكة أنجزت عدة مصانع للسيارات الأوروبية والآسيوية، وهي الآن تنتج عشرات الآلاف من السيارات تغطي السوق المغربية وتصدر الفائض للخارج.. وشغلت هذه المصانع عشرات الآلاف من العمال المغارب – مضيفة – ان "جملة من الإنجازات أرست الأسس لنهضة حقيقية في المغرب الشقيق، دون بترول ولا غاز". وتابع العمود الذي كتبه الصحفي و الكاتب الجزائري سعد بوعكبة ، أن المغاربة أنجزوا الطريق السيار بمواصفات عالمية "وبأسعار تصل إلى نصف سعر ما أنجزنا نحن به الطريق السيار وبمواصفات محلية"، وأنجزوا القطار السريع، رغم أن المغرب ليس بلدا مترامي الأطراف كما هو حال الجزائر التي يرغب حكامها "أن تسير البلاد كالسلحفاة حتى في القطارات"، مضيفا أن المملكة تحقق بها مشروع عملاق للطاقة الشمسية في منطقة تحولت إلى مزرعة للنور تسمى "مزارع النور لإنتاج النور بمدينة ورزازات ". وأشاد بالانفتاح السياسي في المملكة، إذ ليس هناك حرج "في رؤية المعارضة المغربية تأتي إلى الجزائر للتفاوض حول فتح الحدود، حيث لا تتهم بالخيانة للمغرب، كما هو الحال في الجزائر عندما تتحرك المعارضة في أي عمل سياسي، وطنيا كان أو دوليا". حيث استشهدت الصحيفة الجزائرية بمقولة لجلالة المغفور له الحسن الثاني سنة 1992 "ليت الجزائر سمحت للإسلاميين الذين انتصروا في الانتخابات بأن يمارسوا تجربة الحكم .. "، مفيدة بأن "جماعة إنقاذ الجزائر من بعض الجزائريين اعتبرت ذلك مزايدة من المغرب على بلدهم .. وها هو المغرب يترك التجربة الإسلامية تأخذ مجراها، ويسلم الحكومة للإسلاميين وتحدث المعجزة السياسية والاقتصادية". وإذا كانت هذه الصحف والمجلات العالمية تنطلق من خلفيات يحكمها في جانب كبير منها، الهاجس المهني واحترام مبادئ واخلاقيات المهنة، فإن الامر يختلف في مقاربات الاعلام الجزائري، الرسمي وغير الرسمي، لكل ما يرتبط بالمغرب وبنموذجه التنموي الذي يزعج نظام العسكر والمخابرات بالجارة الشرقية، التي تتخبط في ازمة اضحت قاب قوسين او ادنى من الانفجار بالرغم من توفرها على البترول والغاز.. إلا أن صحيفة "الخبر" الجزائرية، ويا للمفاجأة، اختارت لاول مرة ان تعاكس التيار الرسمي في الجزائر، وذلك من خلال مدحها، في أبرز عمود يومي لها نشرته اليوم الخميس، "النهضة الحقيقية" في مجال التنمية الشاملة التي يعرفها المغرب الذي لا يتوفر "لا على بترول ولا غاز".