100 مغربي من منطقة الريف غادروا البلاد صوْب إسبانيا دفعة واحدةً، ركبوا قوارب خشبية تقليدية تُستعملُ في الصيد وعبروا البحر المتوسط قبل أن يبلغَ 70 منهم سواحل الجنوب الإسباني قبل ثلاثة أيام، في حين ما زال البحثُ متواصلاً عن باقي المهاجرين الذين انقطعت أخبارهم ولمْ تتمكن قوات خفر السواحل من تحديد مكان تواجدهم إلى حدود اليوم. وذكرت مصادر حقوقية أن تسعة قوارب تقليدية انطلقت من شاطئ الحسيمة قبل يومين وعلى متنها 103 مغاربة متوجهين صوب الضفة الأخرى، نجح سبعون منهم على الأقل في الوصول إلى السواحل الإسبانية وتواصلوا مع عائلاتهم فور بلوغهم "الالدورادو"، في حين إن الرحلة الثانية انطلقت ليلة الجمعة، ب 3 قوارب تقليدية، وعلى متنها 33 شخصا ما زالت الأنباء لم تتأكد بشأن مصيرهم. مصادر إعلامية إسبانية كتبت أن "70 ريفيا امتطوا قوارب للصيد مجهزة بمحركات الدفع كانت مرصوصة في ساحل الحسيمة وتمكنوا من الوصول إلى سواحل إسبانيا بعد رحلة هوليودية تزامنت مع تساقط الأمطار، وأكد أخ أحد المرشحين وصول القوارب المذكورة بنجاح إلى الجارة الشمالية". من ناحية أخرى، قام أفراد قوات الدرك الملكي بتفكيك شبكة سرية للهجرة تتألف من أربعة أشخاص كانوا يعدون لعملية من المدينة نفسها. ووفقًا لوزارة الداخلية الإسبانية، فإن وصول المهاجرين إلى إسبانيا عبر البحر قد تضاعف ثلاث مرات حتى الآن في عام 2018، ليصل إجمالي عددهم إلى 33215 شخصًا. وفي حديث لهسبريس حول انتعاش ظاهرة الهجرة مؤخراً في الريف، قال إلياس الموساوي، فاعل حقوقي في الحسيمة: "قبل حراك الريف كانت الأسباب وشروط الحياة نفسها، لكن أغلب الشباب فضلوا الصمود في وطنهم أملا في تحسن الأمور من الناحية الاقتصادية والتنموية. بعد الحراك وما صاحبه من تدخل أمني وردة حقوقية، انقلبت الأمور رأسا على عقب". وأضاف: "أغلب الشباب قرروا المغامرة بحياتهم من أجل الوصول إلى الضفة الأخرى، وهذا ما يؤكد أن الهجرة في صيغتها الحالية لها أوجه حقوقية وسياسية أكثر مما هي دوافع اجتماعية واقتصادية". وتوقف الفاعل المدني عند حالة الأخوين العنابي معتبرا أنها "تؤكد هذه الفرضية؛ إذ مباشرة بعد العفو الملكي عليهما قررا الهجرة نحو الضفة الأخرى، وهناك شريط فيديو على الإنترنت يؤرخ لهذه الرحلة التي رفعت خلالها شعارات كانت ترفع في تظاهرت الحراك". وأردف المتحدث أن "بعض الفئات بالرغم من أنها تنحدر من الطبقة المتوسطة إلا أنها أقدمت على المغامرة بحياتها أملا منها في استنشاق نسمات الحرية التي تنعدم في وطنها حسب تعبيرهم"، مضيفا أن "العديد منهم راح ضحية المافيا الممتهنة للتهجير، لكن المحزن أن العديد من العائلات لا تعرف إلى حد الآن مصير أبنائها بعد انصرام أكثر من 25 يوما على خروجهم من مياه الحسيمة". ولا يتوقع الحقوقي ذاته تقلص عدد المهاجرين، خاصة من منطقة الريف، لأن "لا حديث بين الشباب هذه الأيام إلا عن الطرق التي ستمكنهم من العبور إلى الضفة للأخرى (…) وجل مجهوداتهم منصبة على كيفية جمع 10 آلاف درهم التي من الممكن أن تسهل عليهم عملية حجز مكان لهم على متن إحدى قوارب الموت التي تخرج من مختلف مناطق الريف"، بتعبيره.