نظمت جمعية "شباب المتوسطي بإقليم الناظور"، ضمن فعاليات افتتاح مهرجان الضحك"، زوال يوم الأحد 18 غشت الجاري، طاولة مستديرة حول موضوع "صناعة السياحة بإقليم الناظور؟ وعلاقتها بالتنشيط الثقافي: المهرجانات نموذجا"، بحيث انطلق اللقاء على الساعة الثامنة مساء بعد الزيارة الشرفية لمعرض "البيع الخاص"، وإقامة حفلة الشاي على شرف الحاضرين. واستهل اللقاء بترحيب محمد الوزيري زلفى أشهبون، بالحاضرين وبتقديم عام بخصوص صناعة السياحة وعلاقتها بالتنشيط الثقافي، مع أسئلة جوهرية بخصوص هذا الموضوع في غياب الإدارات المتدخلة المدعوة للقاء باستثناء سعيد الظريف المدير الإقليمي لوزارة السياحة بالناظور، وسعيدة ماهر عن وكالة تنمية الشرق بوجدة. وقد استهل اللقاء بمداخلات أرضية للنقاش من طرف فاعلين من مختلف المشارب والتخصصات، من الفاعل السياسي الى الفاعل الأكاديمي، الفاعل المدني الى الفاعل الاقتصادي، الى فاعل باحث بالتراث، وفعاليات من الجالية المغربية وغيرها. وتدخل من الفاعلين السياسيين فاروق الطاهري الذي تحدث بإسهاب عن صناعة السياحة بالإقليم، محاولا أن يكون له نظرة إيجابية عن المنطقة لتوفرها على مؤهلات طبيعية وعددها وذكرها، إلا انه اشتكى من عدم الالتقائية بين البرامج، وعدم التنسيق بين المتدخلين، وعدد بعض المشاريع التي لم ترى النور، والتأخر في إخراجها للوجود، وهو ما يربك ويؤخر عملية التنمية بالمنطقة. فيما تحدث الفاعل الأكاديمي الأستاذ كمال البركاني، بكثير من الايجابية عن مؤهلات الإقليم، مع الاعتراف بكون الطريق ما زال طويلا بسبب الاختلالات الظاهرة بالبنية التحتية، وقد ركز عن التكوين والتكوين المستمر من اجل صناعة سياحية لائقة مع الالتفات والاستعانة بالكفاءات والطاقات الجامعية المؤهلة للمساهمة في صناعة السياحة بالاقليم. وعن الفاعلين المدنيين تفضل عبد الله مجاهد، الذي عرف المدينة وركز على الاختلالات العمرانية من حيث التصميم والنظافة، وقسم المدن المغربية الى مدن تحتوي العمران العربي والاروبي والمغربي، وركز عن مدينة الناظور التي تحتوي فقط على العمران الاروبي والمغربي، وشدد عن سوء التعمير المغربي بمقارنته من المعمار الأوربي بالمدينة، واكد ان المعمار له اهمية باستقطاب السياح، وركز بخصوص التنشيط الثقافي لوجود مؤهلات تراثية. كما شارك من الجالية المغربية محمد الشرادي، الذي عبر عن رأيه الخاص كمواطن مغربي من مغاربة العالم، وعبر بكثير من القلق عن التعامل غير اللائق الذي يتعرض له افراد الجالية بالمغرب، وعن النظافة وعن سوء الاستقبال وعدم الاحترافية لدى الفاعل السياحي بالإقليم من نوادل المقاهي وغيرهم، وتحدث بكثير من الحسرة عن مستقبل أبنائهم وعدم ارتباطهم بأرض الوطن بسبب الممارسات التي تنفرهم من العودة. وقد تحدث محمد الموساوي عن الفاعلين الاقتصاديين، وأجاب عن مجمل الاسئلة التي اثيرت باللقاء من قبيل أن الإقليم له مؤهلات سياحية، والبنية التحتية مهترئة، ووجود اختلالات يجب التصدي لها والترافع عليها من اجل مستقبل الاقليم. فيما كان للباحث بالتراث الاقليمي اليزيدي الدريوش كلمته، حيث ذكرعددا من المآثر التاريخية المهملة بالاقليم، وناقش باستفاضة عن استراتيجية سياحية تأخذ كل هذه المعالم بعين الاعتبار من اجل صناعة سياحية لها علاقة بالتراث والثقافة على غرار دول استطاعت صناعة معالم سياحية من خلال احياء ذاكرة موروثها الثقافي. وبعد ذلك تم منح الكلمة المدير الإقليمي لوزارة السياحة بالناظور سعيد الظريف الذي تحدث بإسهاب عن المنطقة والمؤهلة التي تزخر بها، واستراتيجية الوزارة بهذا الخصوص، وذكر انه من المبكر الحديث عن صناعة سياحية باعتبار ان الصناعة تحتاج الى تسلسل العملية من الإشهار الى النقل الى البنية التحتية والمنتوج السياحي... وغيرها، وتحدث عن ضرورة الذكاء في إخراج منتوج سياحي يناسب المنطقة عالميا وذلك بالالتجاء إلى سياحة البادية التي تشمل التراث والثقافة والشواطئ وعدم الاكتفاء بتسويق سياحة الشواطئ، باعتبار وجود منافسة وتجاوز العالم هذا المعطى، مؤكدا على تأسيس "مجلس إقليمي للسياحة" قريبا، ودعى الفعاليات للالتحاق بهذا المجلس من طرف الكفاءات والطاقات الفاعلة من اجل سن سياسة سياحية واعدة للمنطقة. وبعده تناول الكلمة عن مدينة الدريوش البركاني، الذي تحدث عن مؤهلات الإقليم، وكذا تطرق بحسرة عن التأخر الحاصل بخصوص عدة منشآت، وانتقد بشدة طريقة اشتغال مرتشيكا ميد، التي تأخرت في عدة مشاريع من بينها الطريق المزدوج الناظور قرية اركمان، ومدينتي ضفاف الواد، وغيرها، وعرج على اقليم الدريوش الذي مازال لم يتم المصادقة على تصميم التهيئة مما يعيق الاستثمار، واكد على ضرورة العمل المشترك من اجل التسريع بوتيرة العمل لما فيه خير للاقليمين، وذكر المستقبل الواعد الذي تنتظره المنطقة جراء إحداث ميناء الغرب المتوسطي. فيما قامت المقررة زلفى أشهبون، بتلاوة التوصيات لمجموع المداخلات، قبل فتح النقاش من جديد أمام جميع المشاركين بالقاعة، وتعددت المداخلات، وجلها منصبة حول المؤهلات الكبيرة التي يزخر بها الإقليم، إلا أن الإرادة السياسية غائبة، وتأخر تنمية المنطقة، وعدم فاعلية الفاعل السياسي المحلي والجماعات المحلية مما يؤخر التنمية عموما، والخروج بتصور يلبي حاجات الصناعة السياحية. وقد عرف محور التنشيط الثقافي المداخلات عدة وإشارات لضرورة تجويد هذا العمل، والخروج بمخططات متكاملة بين الجمعيات الفاعلة فيما بينها، فيما اختتم اللقاء بعد تلاوة التوصيات من طرف الاستاذة زلفى اشهبون، والمصادقة عليها من جميع الحاضرين، وأكد الجميع أنه سيبقى هذا النقاش مفتوحا بمجموعة مغلقة عبر وسائل التواصل الاجتماعي في انتظار لقاءات قادمة، ورفع التوصيات للمسؤولين.