لا أدري لماذا ارتبط الميلاد دائما بالضجيج والصراخ، فعند البشر والحيوان يكاد يكون الأمر سواء من حيث استقبال الحياة بصرخة فريدة من نوعها تؤذن بمقدم مخلوق جديد يريد أن يقول للكون إنني هاهنا أتنفس تحت سقف هذا العالم فأفسحوا لي مكانا في هذا الوجود. وإذا كانت جدلية التطور تفرض أن يبحث الجميع عن مكان تحت الشمس وفق الأفضلية وعلى أساس البقاء للأصلح وللأقوى أحيانا، فإن الميلاد لابد وأن يحتاج لشيء من الإعلان حتى وإن كان الأمر يتعلق بازدياد جزء حقير ضرره أكثر من نفعه، فما بالنا ونحن بصدد إرساء الأساس لمنبر إعلامي من خارج الوطن يستهدف رصد كل التطورات السياسية والاجتماعية والثقافية من خلال متابعة أمينة ورصينة، والإسهام في بلورتها وفق ما يرضي طموحاتنا ويعزز مسيرة بلادنا في ترسيخ دولة الحق والقانون وتكريس وعي تنموي للجميع للمساهمة في تحمل المسؤولية الوطنية بمختلف جوانبها. ونحن نعلن عن انطلاق الموقع الإخباري الجديد "أخبار الجالية www.akhbarcme.com " من بلد الإقامة ،لكن نصب أعيننا المغرب الأشم من طنجة إلى الكويرة بجباله الراسيات، بغاباته الخضراء ، بوديانه المزدانة بحلي تكنولوجية تسمى السدود، بسهوله المنبسطة تنبت الزرع والضرع وتخضر فيها سنابل القمح والحنطة والشعير. لا ندعي أننا وحدنا نملك الحقيقة، لكن سنبقى مسلحين في خطنا التحريري على التمسك بها وتقريب الرأي العام بكل حقائق ما يجري هنا وهناك، مسلحين بوطنيتنا، وبحبنا وغيرتنا على وطننا الحبيب. هو موقع شامل بحول الله ، وحينما نصفه بالشامل فلا يعني أننا موقع "أي كلام" على حد تعبير أشقاءنا المصريين، فالشمولية لا تعني عكس التخصص، وإنما في حدود معرفتنا المتواضعة إغناء لشتى التخصصات، بدءا بالسياسي، مرورا بالثقافي، ووصولا إلى الرياضي .. ففي النهاية نجد أن الشمولية إذكاء لتعددية الرأي، وتعزيز لقدسية الحوار، لأن حياتنا شاملة لكل شيء ، لكن ذلك لا يعني أننا وسطيين فيما يتعلق بالاختيار عندما تكون المسألة مبدئية لا تقبل التهاون، ففي سبيل عزة الوطن ورفعته والدفاع عن مقدساته لا مجال للتقوقع والذرائعية.تحت أي مبرر فلسفي أو مهني كان، وساعتها يمكن أن يصبح موقعنا أو كما نريد له أن يكون دائما مقاتلا جسورا في الخندق الأمامي للذود عن الكرامة والترافع عن مشروعية قضايانا الوطنية. قد يبدو في لهجتنا الكثير من مظاهر التفاؤل والاعتداد بالنفس أكثر مما هو مألوف لدي انطلاق موقع من المواقع الإخبارية لا تسانده جهة ولا تقف وراءها مؤسسة اقتصادية ، لكن جوابنا هو أن حماسنا وإيماننا بالنجاح لمنقطع النظير، وقد ظللنا ومشروع "أخبار الجالية "قيد البحث والنقاش متمسكون بإرادتنا وعزيمتنا على خوض غمار التجربة وراهنا أنفسنا على الاستمرارية في التواصل مع القراء والمشاهدين والمتتبعين من أفراد الجالية الذين هم سفراء بلدهم ، أو من القاطنين بالوطن العزيز المغرب. ورغم إدراكنا لجسامة التحدي وكبير المهام وضخامة التكاليف، فإننا مصممون على الاستمرار بإذن الله مهما كلف ذلك من تضحيات. نحن إذن نطرق أبوابكم بكل جرأة وأدب، نطلب حق الدخول، ونأذن ضيافتكم، لا ندعي الكمال أو تقديم المحال ، فليس لدينا عصا سحرية لخلق صحافة تتفوق على نفسها وتتخطى حواجز الإمكانات الصحفية المعروفة. باسم الله نبدأ، وباسمه مرساها ومجراها، زادنا في الطريق إيمان برسالة عتيدة وجلد على مغالبة كل الصعاب رغم قلة الإمكانات، لكن من الأفضل أن نشعل شمعة عوض أن نلعن الظلام، فرحلة المليون ميل تبدأ دائما بخطوة واحدة. وإذ نقدم لكم موقعنا "أخبار الجالية akhbarcme.com" ونحن مغمورين بفرح ازدياده فكلنا يقين أنه لا يمكن للموقع أن يسير بدون صوت، وذلك الصوت هو بعض من قناعاتنا طموحاتنا وآمالنا ، وقبل كل شيء عزمنا الأكيد على المثابرة ونقل انشغالات أفراد جاليتنا وإسماع أصواتهم لكل من يهمهم الأمر. إدراكا منا للرسالة التي جندنا أنفسنا للدفاع عنها، فإننا نفتح صفحات موقعكم "أخبار الجالية akhbarcme.com" لكل الجادين والغيارى، ونحن على استعداد لتبني كل ما نراه يصب في اتجاه خدمة الصالح العام ، كما أننا في- إطار أداءنا للواجب الصحفي – لن نحجم عن فضح كل ما هو مسيء وكل ما نعتقد أنه يستحق الانتقاد لن نتوانى عن انتقاده نقدا بناء وموضوعيا، ولن نبخل بالثناء على ما يستحق الثناء . ثقوا جيدا، ليس لدينا نية لمزاحمة أحد، أو منافسة أحد، اللهم بقدر حرصنا على تقديم خدمة إعلامية إيجابية تحترم عقول المتتبعين وتسعى لخلق رصيد من الثقة بينهم وبين موقعهم . كل ما نطلبه منكم هو المؤازرة والمشاركة حتى نخلق رابطة للتعاون المثمر الخلاق.. وتظل صدورنا مفتوحة لكل النجباء منكم ولكل صاحب قضية نزيهة وشريفة ، ولا تحكموا علينا بغير أدائنا والله الموفق وهو المستعان.