قضت المحكمة الابتدائية بالصويرة، بالحكم على طبيبة تعمل بالمركز الصحي "تالمست"، ب10 أشهر حبسا نافذا، وغرامة مالية بعشرة آلاف درهم، وب 8 أشهر حبسا نافذا في حق سائق سيارة الإسعاف التابعة للجماعة القروية تالمست. وتعود فصول القضية إلى وفاة امرأة حامل وصلت رفقة زوجها إلى المركز الصحي المذكور، لأجل وضع حملها، لكنها فوجئت بغياب الطاقم الطبي وعدم وجود أي ممرض، لأجل مساعدتها على الوضع والمخاض، مما دفع بزوجها إلى البحث عن سيارة الإسعاف لنقلها إلى المستشفى الإقليمي سيدي محمد بن عبد الله بمدينة الصويرة والذي يبعد عن المركز الصحي ب 60 كيلومترا. وكانت وضعية المرأة الحامل خطيرة بسبب المخاض وطول مسافة الطريق، وفقدانها للكثير من الدماء قبل الوصول إلى المستشفى، خصوصا بعدما وضعت حملها في ظروف قاهرة، لتفارق الحياة بسبب الإهمال وعدم تحمل المسؤولية من قبل بعض الأطر الطبية، خاصة الذين يعملون في المراكز الصحية القروية. وقد خلفت حادثة وفاة المرأة الحامل استياء عارما وغضبا شعبيا لدى نشطاء المجتمع المدني والفعاليات الحقوقية، التي مارست ضغطها بالاحتجاج والبيانات لفتح تحقيق قضائي وتحديد المسؤوليات، حيث تم فتح تحقيق كشف عن مغادرة الطبيبة المسؤولة لمقر عملها بالمركز الصحي، قبل انتهاء المداومة.