أصبح آلاف الشباب المغربي يختارون حياة العزوبية على الارتباط وتكوين أسرة وما يصاحب ذلك من متطلبات اجتماعية وتبعات اقتصادية ونفسية؛ الشيء الذي يطرح تساؤلات حول الأسباب التي تدفع بالشباب إلى العزوف عن الزواج. عبد الرحيم عنبي، أستاذ علم الاجتماع بجامعة ابن زهر بأكادير، يرى أن عزوف الشباب عن الزواج راجع إلى الهروب من تحمل المسؤولية؛ بحيث أن الأسرة قديما كانت هي التي تتكلف بكل شيء يخص الخطبة والزواج وما بعده من مصاريف العقيقة وغيره؛ عكس اليوم إذ أن الفرد أو الشاب هو الذي يتحمل مصاريف كل شيء من مسكن وعمل والعديد من الأنشطة التي تصاحب الزواج. وأوضح عنبي في تصريح ل"نون بريس"، أن المجتمع المغربي يعرف مجموعة من التحولات الاجتماعية والاقتصادية إضافة إلى تحولات على أساس المعايير التي تؤسس القيم، ومن هنا، يضيف عنبي، بدأ خطاب التحرر وخطاب الحرية، بحيث أن الشخص عندما يكون عازبا يكون له حرية اختيار وربط علاقات عاطفية وهذه العلاقات بدأت تنشأ بشكل كبير في المجتمع المغربي. وأضاف أستاذ علم الاجتماع، أن المجتمع المغربي اليوم انفلت من الرقابة الاجتماعية" وانفلت من كل ما هو تقليدي وأصبح يأخذ قيما وعادات من الإعلام؛ بمعنى أن الإعلام اليوم أصبح يؤسس اتجاها أو اختيارا في حياة الشباب والأسرة وهو اختيار ينبني على الفردانية على مستوى تدبير العاطفة خاصة في صفوف الفتيات اللائي أصبحن يرفضن الزواج". وتجدر الإشارة إلى أن العديد من الدراسات كشفت أن هناك عدة أسباب تدفع الشباب لعدم التفكير في الزواج، أهمها الظروف الصعبة المحيطة بالحياة الزوجية وعدم قدرة بعض الرجال على تحمل الخلافات المتواترة، والانطباع السلبي الذي يحصلون عليه من أقرانهم المتزوجون. كما تلعب الظروف الاقتصادية دورا في عزوف الشباب عن الزواج، بالإضافة إلى عدم وجود الزوجة الملائمة، زيادة عن الانهماك في العمل والدراسة والتي تعتبر من الأسباب التي تؤخر فكرة الزواج لدى نسبة كبيرة من الشباب. وبحسب الدراسات ذاتها فهناك بعض الذكور يخافون من عدم إقناع الإناث بشخصياتهم ويفتقدون في الوقت نفسه للثقة في أنفسهم وهم بحاجة إلى علاج نفسي يساعدهم على تجاوز هذه المرحلة والارتباط بشريكة الحياة.