نقلت القناة الثانية 2m ليلة الاحتفال برأس السنة،عرضا ساخرا لأحد المهرجين و هو يستهزئ بالقاضي عياض، العالم الجليل و أحد أئمة المالكية بالمغرب،و صاحب كتاب “الشفا بتعريف حقوق المصطفى “و الألماع” و “ترتيب المدارك” و القائمة طويلة. و عمد المهرج المذكور إلى إضحاك الحضور بالإستهزاء من إمام الأئمة بطريقة قذرة لا تراعي قيمة و عظمة هذه الشخصية الجليلة، بعد أن وصف مرحاض بيته بوجود مكتبة صغيرة تحمل بين رفوفها أحد كتب القاضي عياض بنبرة لا تخلو من سخرية. و تعليقا على هذا الموضوع بدأ “لحسن بن إبراهيم السكنفل” رئيس المجلس العلمي لعمالة الصخيرت بتمارة ، حديثه بالاستشهاد بقول النبي صلى الله عليه وسلم: “إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى، إذا لم تستح فاصنع ما شئت”واصفا الحياء بالصفة المُلازمة للمؤمن التي لا تنفك عنه، لأنه شعبة من شعب الإيمان. و تحدث رئيس المجلس العلمي لعمالة الصخيراتتمارة،عن ضرورة البدء بهذا الحديث الشريف ،لأن ما تفوه به هذا الشخص في سياق كلامه البديء الرديء (الخبث) في حق أحد أئمة الإسلام الأعلام، وعلمائها الأفذاذ،وواحد من رجالات المغرب ورجاله السبعة بمراكش رداءة وإسفاف صار اليوم هو سلعة المدعين الرائجة. و رد “السكنفل” على هؤلاء المدعين،واصفا القاضي عياض، على أنه أعرف من أن يُعرف، فهو أبو الفضل عياض بن موسى اليحصيبي السبتي المراكشي دفين مراكش المتوفى سنة 544ه، العالم الفقيه المحدث الصوفي الورع صاحب التصانيف الشهيرة التي مازالت موجودة تخلد ذكر الرجل، وترفع قدره بين الناس في دنيا الناس البارحة واليوم وغدا وإلى ما شاء الله، و هو صاحب الشفا في التعريف بحقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم (لم يؤلف مثله إلى اليوم)، وصاحب إكمال المُعْلم في شرح صحيح مسلم، وصاحب مشارق الأنوار على صحيح الآثار في ضبط ألفاظ الصحيحين والموطأ، وغيرها من الكتب العلمية التي ما زالت متداولة إلى اليوم بين العلماء وطلبة العلم، متسائلا عن علاقة الفن بالتطاول على هذا الرمز وأمثاله من رجالات أمتنا وديننا. و أشار رئيس المجلس العلمي ،إلى أن الفن مرتبط بالجمال، وجمال الذوق وجمال الكلمة وجمال الصوت وجمال الأداء المعبر عن جمال الروح، فكيف تلتقي هذه المعاني السامقة مع ما تفوه به ذلك الشخص بإسم الفن.. إنه العفن المعبر عن نفسية مختلة تروم الارتقاء الفني بالانحدار الأخلاقي. و استشهد “السكنفل” ببيت شعري لأمير الشعراء أحمد شوقي قائلا “إنما الأمم الأخلاق ما بقيت *** فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا”،متسائلا عن حجم هؤلاء المدعين، أمام أعلام الفن المغاربة وعمالقته، كالحاج العربي الدغمي رحمه الله، والحاج محمد حسن الجندي رحمه الله، والحاج محمد بلقاس رحمه الله والحاج عبد الرزاق حكم رحمه الله، والحاجة فاطمة بن مزيان رحمها الله، والحاجة حبيبة المذكوري رحمها الله، وغيرهم من الفنانين الذين أثروا في حياتنا،بروائع فنية مازالت حية في وجداننا، لأن هؤلاء الفنانين وأمثالهم كانوا يجمعون إلى الفن تربية وعلما وذوقا رفيعا رحمهم الله أجمعين. و استشهد رئيس المجلس العلمي بقوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء* تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُون* وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَار) سورة إبراهيم الآيات 26-27-28. و ختم “السكنفل” كلامه بقول النبي صلى الله عليه وسلم: ” إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ مَا كَانَ يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ يَكْتُبُ اللَّهُ لَهُ بِهَا رِضْوَانَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلَمِةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ مَا كَانَ يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ يَكْتُبُ اللَّهُ لَهُ بِهَا سَخَطَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ “. أخرجه مالك في الموطأ.