ألقى الملك محمد السادس حجرا ثقيلا في بركة العلاقات “العربية العربية”، عندما اتهم بعض الدول العربية، بتهديد استقرار الدول الأخرى والتدخل في شؤونها. حديث العاهل المغربي، جاء بعد أيام من استدعاء الرباط سفيرها، من السعودية والإمارات، وضمن خطاب ألقاه رئيس الحكومة ، سعد الدين العثماني، في القمة العربية الأوروبية الأولى، التي افتتحت أعمالها الأحد، بشرم الشيخ بجمهورية مصر العربية. المحلل السياسي عبد الفتاح الفاتيحي وفي تعليقه على الخطاب الملكي يرى أن الملك انتقد بشكل مباشر عبر رسالته إلى القمة العربية الأوربية بشرم الشيخ المصرية سلوك بعض الدول العربية نفسها في التدخل في شؤون جيرانها العرب، فيما أن المبدأ المتعارف عليه هو عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول. وأوضح الفاتيحي في تصريح لموقع “نون بريس” إلى أن إشارة الملك إلى مثل هذه السلوكيات استمرار لتهديد الأمن القومي للدول العربية والأوربية، لأنه حيثما لا تحترم مبادئ حسن الجوار واحترام السيادة الوطنية للدول ووحدتها الترابية وعدم التدخل في شؤونها الداخلية تبقى مختلف الاتفاقات واللقاءات الجماعية والفردية بدون أساس موضوعي يجسد توصياتها كممارسة على الواقع. وأضاف المتحدث أن الملك إذ يثر هذه المبادئ، فلأن واقع الحال يكشف عن تجليات تدخل العربية في شؤون جيرانها الداخلية، كما هو الحال في الجوار المغربي الجزائري، حيث لا تكف الجزائر الإساءة إلى الوحدة الترابية للمملكة المغربية، عبر دعم تنظيم مسلح معادي وعدم احترام مبادئ حسن الجوار. وشدد الفاتيحي التأكيد على أن مثل هذه الحالات برزت جلية في التنافس العربي – العربي للتدخل في الشأن الليبي والسوري واليمني مضيفا أن هذه الممارسات تقتضي تقييم أولي لهذه السلوكات قبل الانفتاح على تنسيقات أخرى فرعية.