نشرت صحيفة الفايننشال تايمز البريطانية مقالا كتبته، “رولا خلف”، تقول فيه إن الجزائر بينت كيف تتشكل "المقاومة ضد الاستبداد". وجاء في المقال ان الشعب الجزائري “الصبور قرر أن ينتفض، فبعد عقود من الإساءة خرج إلى الشارع ليعبر عن رفضه” لترشح الرئيس، عبد العزيز بوتفليقة، لانتخابات أبريل. وأضافت كاتبة المقال أنه من المعلوم أن بوتفليقة "عاجز تماما" وهو في الواقع "صورة" يقف خلفها مجموعة من العسكريين ورجال الأعمال والمخابرات، يحكمون البلاد. وذكّرت بأن الجزائريين كانوا يراقبون ما يجري من بعيد، لأنهم لم يتخلصوا من صدمة عقد من الحرب الأهلية في التسعينات، فلم يتحركوا حتى عندما انتفض جيرانهم في 2011، ولكن هناك حدودا للصبر حتى عند الذين تعودوا على تحمل الألم. وترى الكاتبة أن مسيرات الجزائريين اليوم دليل على "عودة المقاومة" في العالم، بعدما تراجعت قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان. وتذكر أمثلة على المقاومة في العالم، من بينها إزاحة رئيس وزراء ماليزيا، رزاق نجيب، بتهم الفساد وانتخاب الإصلاحي أبي أحمد في أثيوبيا، وكذا الاحتجاجات في فنزويلا من أجل إسقاط نظام نيكولاس مادورو. وأضافت أن المقاومة تعود أيضا في الولاياتالمتحدة عبر انتخابات التجديد النصفي التي منحت مجلس النواب للديمقراطيين، وكذلك المحاكم التي تصدت لقرارات ترامب ضد المهاجرين. وأشارت أيضا إلى تواصل الاحتجاجات في السودان ضد الرئيس عمر البشير، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب "جرائم حرب". لكن تقارير المنظمات الحقوقية تحذر من استمرار تراجع حقوق الإنسان في العالم، فالبرازيل انتخبت رئيسا يميل إلى "الممارسات الاستبدادية"، بحسب الكاتبة، التي ذكرت أيضا بأن البرلمان المصري أقر تعديلات دستورية تسمح للرئيس، عبد الفتاح السيسي، البقاء في الحكم حتى 2034.