أيها الإنسانُ الذي ضاق بالأَرْض ، وما ضاق صدرُها باختيالهْ أيها الإنسان الذي احتال للإنْسان حتى أباده باحتياله أَوَ ما ترعوي وقد خطب الدَّهْر بآي البيانِ من أهواله فتصامَمْتَ عن مواعظه الجُلْى ولم تكترث بفضل مقاله عُدْ إلى التاريخ المصدّق يُنبئْك بما لا تدريه من أجياله عد إلى الأمس واسألنْه عمّا كان من شعبه ومن أقياله ومَنِ الرعديدُ الجبان وممّن عانقَ الموتَ باسماً في نضاله ومنِ الغاشمُ الظلوم وممّن مات للعدل تحت صفع قذاله ومنِ العالمُ الحكيم وممّن عاش في تيهِ جهلِهِ وضلاله بادَ منهم من أيأسَتْهُ الليالي وتردَّى من عاش في آماله