تترقب إسرائيل تصاعد التوتر بين الولاياتالمتحدةوإيران بصمت، لكن أحد وزرائها حذر أمس من احتمالات إطلاق الأخيرة صواريخ نحو أهداف إسرائيلية، وبالتزامن كشف عن حجم إصابة الإسرائيليين بأزمات نفسية جراء صواريخ غزة. وقال وزير الطاقة عضو المجلس الوزاري المصغر يوفال شطاينتس أمس، إنه لا يستبعد مهاجمة إيران لإسرائيل إما مباشرة أو من خلال حزب الله أو الجهاد الإسلامي، وتابع: "كل الخيارات واردة". وأوضح شطاينتس في حديث لموقع "واينت" الإخباري أن إيران دخلت في الأسابيع الأخيرة ل"ضغوط نووية" لأن العقوبات الاقتصادية تكسر ذراع اقتصادها وهناك موجة عقوبات أمريكية متوقعة على الطريق ستفقدها توازنها. يشار إلى أن وزير الدفاع الأمريكي باتريك شنهان قد صادق يوم الجمعة الماضي على تثبيت بطارية صواريخ جديدة من طراز "باتريوت" في الشرق الأوسط، علاوة على إرسال بوارج عسكرية ووحدات مارينز في ظل تفاقم التوتر الذي بلغ أوجاً جديداً بتهديدات الرئيس الإيراني حسن روحاني، بأن بلاده سترفع مستوى تخصيب اليورانيوم بحال لم يتم إحراز تفاهمات جديدة حول الاتفاق النووي. وزعم شطاينتس أن هناك نزاعات داخلية في إيران حول السؤال هل تستسلم وتفكك برنامجها النووي أو الانتظار حتى تمر العاصفة وربما عدم انتخاب دونالد ترامب لولاية ثانية في العام القادم، وأضاف: "رد الإيرانيون بالإخلال باتفاق فيينا النووي وهناك خوف من أن يردوا عسكريا ولا أستبعد أي احتمال، فحالة الفوضى قائمة والجدل الداخلي كبير لدرجة عدم معرفة كيف سينفجر وسبق أن حاولوا فعل ذلك من الأراضي السورية في العام الماضي وقمنا بمهاجمتهم عقب ذلك بقوة ". يشار إلى أن شبكة "سي إن إن" كشفت أمس أن الولاياتالمتحدة طلبت من سويسرا تزويد إيران برقم هاتف يربطها مباشرة بواشنطن ونقلت عن مصدر مطلع قوله إن سويسرا لن تحول رقم الهاتف بمبادرتها إلا إذا طلبت واشنطن ذلك بوضوح وبشكل رسمي. كما مع ليبيا وعن ذلك قال شطاينتس: "لا يهمني أن يتحدث الأمريكيون مع الإيرانيين بشريطة أن تدور المحادثات حول تفكيك البنى التحتية النووية كما حصل مع ليبيا قبل 15 عاما لافتا إلى أن هذا هو الهدف الذي أعلن عنه ترامب". وتابع: "يبدو أن الولاياتالمتحدة عازمة جدا على مواصلة الضغوط الاقتصادية والدبلوماسية الثقيلة جدا على إيران". وعن تأثير إيران على غزة وفي ظل استمرار الانتقادات من أوساط سياسية معارضة وأوساط إعلامية حول عدم وجود استراتيجية واضحة لدى إسرائيل بالتعامل مع غزة، زعم الوزير الإسرائيلي أن الاحتلال يحاول التوصل إلى تسوية للمدى البعيد مع غزة كما كان عقب حرب "الجرف الصامد" عام 2014. مدعيا أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ربما راغبة بالتسوية لكن الجهاد الإسلامي له موقف مغاير وهو يتصرف وفق توجيهات من طهران لحد بعيد. وردا على سؤال حول الاستعداد لخيار تصعيد والقيام بحملة عسكرية واسعة على غزة في الصيف قال شطاينتس: "علينا أن نكون جاهزين لكل السيناريوهات بما في ذلك عملية عسكرية واسعة وربما حان الوقت لسيناريو غير لطيف بالنسبة لنا ولا يحتل صدارة سلم أولوياتنا يتمثل باحتلال القطاع مضطرين وتحييد تهديد الصواريخ". أزمات نفسية وبهذا السياق كشف تقرير ل"مركز مساعدة المصابين بصدمة نفسية في إسرائيل" أنه خلال أيام العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، وصل إلى المركز ألف شخص على الأقل جراء إصابتهم بالهلع. وحسب التقرير فإنه خلال العام 2018 الفائت، استقبل هذا المركز أكثر من 4000 توجه جديد من أشخاص عانوا من أعراض "كرب ما بعد الصدمة النفسية" مسجلا بذلك ارتفاعا بنسبة 25% قياسا بالعام الذي سبقه. وتبين أن ربع المتوجهين هم أولاد وفتية من سكان المنطقة المحيطة بقطاع غزة. ويستدل من التقرير أنه خلال السنوات الماضية، أي منذ "الجرف الصامد" عام 2014، تم تسجيل ارتفاع تدريجي في عدد سكان "خط المواجهة" مع قطاع غزة، الذي طلبوا مساعدة ودعم لهم أو لأولادهم. وفي أعقاب موجات التوتر وجولات القتال، العام الماضي، طرأ ارتفاع بنسبة 40% تقريبا في عدد توجهات سكان منطقة جنوب البلاد قياسا بالعام الذي سبقه، من 780 توجها في 2017 إلى 1300 توجه في 2018. مرجحا أنه في أعقاب العدوان الأخير، والذي سبقته جولات عدوانية إسرائيلية أخرى، منذ بداية العام الحالي، سيرتفع عدد المتوجهين إلى مركز مساعدة المصابين بصدمة نفسية أو بكرب ما بعد الصدمة خلال العام الجاري. وشدد المركز على أن الجولات العدوانية الإسرائيلية المتكررة، التي تقابل بإطلاق البالونات الحارقة ومسيرات العودة، "أدت إلى ارتفاع دراماتيكي في عدد المواطنين الإسرائيليين الذين يتوجهون إلى المركز". وبيّنت المعطيات التي نشرها المركز ارتفاع عدد التوجهات إليه في أيام مأزومة إذ وصل إلى المركز 200 توجه جديد يوميا، في 30 آذار/مارس 2018، تزامنا مع فعاليات مسيرة العودة عند السياج المحيط بقطاع غزة. وعندما أطلقت بالونات حارقة من القطاع، في 5 حزيران/يونيو وتسببت باندلاع حرائق في جنوب البلاد، وصل عدد المتوجهين إلى المركز إلى 180 شخصا يوميا. كذلك وصل إلى المركز 150 توجها يوميا، عشية إحياء إسرائيل ذكرى جنودها القتلى وعشية " يوم الغفران ". نحو نصف المصابين نفسيا جنود وأكدت معطيات مركز مساعدة الذين يعانون من الصدمة و"كرب ما بعد الصدمة " أن 45% من المتوجهين إليه في أنحاء البلاد هم جنود مسرحون في سن تتراوح ما بين 21 عاما إلى 34 عاما، و10% منهم مصابين بصدمة حرب مزمنة و45% هم مواطنون. كما تبين أن 65% من المتوجهين هم من سكان جنوب البلاد، و12% من سكان شمال البلاد، و10% من سكان وسط البلاد و8% من سكان القدس ومنطقتها و5% من المستوطنات في الضفة الغربية. وأضافت المعطيات أن 27% من المتوجهين إلى المركز للحصول على مساعدة، فعلوا ذلك في أعقاب حرب أو عملية عسكرية شنتها إسرائيل، و24% في أعقاب خدمتهم العسكرية، 13% في أعقاب تصعيد أمني، 9% في أعقاب عمليات فلسطينية. 300 ألف جندي وكشف المركز أنه قدم مساعدة نفسية إلى أكثر من 300 ألف جندي مسرح ومصاب بصدمة حرب ومدنيين، منذ عام 1998. وأظهرت دراسة أجراها المركز مؤخرا أنه تم تشخيص 25% من المتوجهين إليه بأنهم يعانون من كرب ما بعد صدمة نفسية، و15% يعانون من أعراض هلع و9% يعانون من كآبة مزمنة. وتوقعت الدراسة أن 20% من مجمل السكان في إسرائيل، الذين شهدوا حربا أو عمليات سيعانون من أعراض كرب ما بعد الصدمة خلال حياتهم. وتوضح المديرة العامة للمركز، أولي غال، أنه "ينبغي النظر بشجاعة والتعامل مع الظاهرة التي فيها أجيال كاملة تعيش وتنشأ تحت تهديد أمني متواصل. منوهة أن تعبير "روتين الطوارئ " تحول إلى جزء لا يتجزأ من روتين الحياة الطبيعية في إسرائيل، مشددة على أن الارتفاع الدراماتيكي في عدد التوجهات للمركز يعكس مزاج وحالة الإسرائيليين.