هذه الصفقة لن تنجز الكثير، فهي تتطلب من الفلسطينينن المزيد من التنازلات الكبيرة، على الرغم من التنازلات التي قدموها في السابق. تقول الكاتبة ساتيا مارار في مقال نشره موقع "ناشونال انترسيت" إنه من المتوقع أن يضغط الفلسطينيون في الأسابيع المقبلة على قرار لمجلس الأمن يدين "خطة السلام" التي وضعها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للشرق الأوسط. وهي خطة، كما تضيف الكاتبة، وجدت الكثير من الترحيب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزعيم المعارضة، ولكنها مرفوضة من الفلسطينيين لانها تعني التخلي عن حقوقهم ومطالبهم، وخاصة فيما يتعلق بالقدس. وأضافت أن بعض المراقبين الغربيين قد أشادوا بالخطة باعتبارها سخية ومعقولة، على الرغم من أنها لا تختلف كثيراًَ عن تلك التي اقترحها إيهود أولمرت قبل 12 عاماً، ولكن هناك شئ واحد مؤكد حسب رأي الكاتبة وهو أنه لا توجد طريق لحل الصراع الأطول في العالم الحديث. واستنتجت الكاتبة، وهي كاتبة معروفة في الشؤون السياسية والدولية في واشنطن، أن الخطة هي في الواقع جهد لترامب ونتنياهو لتنفيذ تعهداتهم لناخبيهم، وسط مستنقع من الفضائح ومحاكمات الإقالة والفساد. والهدف كان فقط تأكيد مؤهلاتهم الدبلوماسية لمؤيديهم، وهم يعلمون بالطبع بأنه سيتم رفض الخطة من الفلسطينيين. وخلص المقال إلى أن الصفقة لن تنجز الكثير، لإنها تتطلب من الفلسطينيين تقديم جميع التنازلات، وفي نفس الوقت، قامت إسرائيل بضم المزيد من الأراضي في الضفة الغربية، وفي الواقع، لا تعني الخطة بالنسبة لإسرائيل تقديم أي "تنازلات" حتى لو كانت مستقبلية وهمية، لانها تشترط ضرورة قيام السلطة الفلسطينية بتبديد المخاوف الأمنية الإسرائيلية وترسيخ المؤسسات الديمقراطية في فلسطين وغير ذلك . وأشارت الكاتبة إلى السبب الحقيقي لعدم اجراء انتخابات في الاراضي الفلسطينية منذ عام 2006، وقالت إن الوكالات الإسرائيلية والأردنية على حد سواء قد خلصت إلى أن حركة حماس ستفوز في كل من الضفة الغربية وغزة، وهذا يعني في النهاية أن إسرائيل لن تقبل بدولة فلسطينية تديرها حماس. أو ستعثر على حجة أخرى لمنع قيام أي كيان فلسطيني في الضفة الغربيةالمحتلة. وأضافت مارار أنه حتى لو قامت الحكومة الفلسطينية بتبديد المخاوف الأمنية الإسرائيلية فإنها لن تستطيع وقف الاحتجاجات الشعبية الفلسطينية إذا استمرت الاعتداءات الإسرائيلية ، مثلما حدث في عام 2000 عندما ذهب أرييل شارون إلى المسجد الاقصى في القدس بعد تلقيه تأكيدات من رئيس الأمن الفلسطيني بأنه لن يسبب له مشاكل. وفقد الفلسطينيون ثقتهم في اتفاقيات السلام، كما تضيف الكاتبة، حيث لم تحقق اتفاقيات اوسلو النتائج التي كانوا يأملون فيها. واستنتجت الكاتبة في نهاية المطاف أن خطة ترامب هي عبارة عن صفقة غير مجدية، مشيرة إلى أن بعض بنود الخطة بشأن معالجة بعض المشاكل قد تتطلب الكثير من الأجيال. وقالت إن الاقتراح غير المجدي لا يزيد عن مجرد مسرحية سياسية، ابطالها من السياسيين المحاصرين بالفساد والمحاكم، وهي تعرض فقط السلطة الفلسطينية للخطر وستزيد من التوترات بدلاً من تخفيفها.