يبدو أن الشعوب الأوروبية قد ضاقت ذرعا، بإجراءات الطواري الصحية التي تفرضها حكومات بلدانهم، حيث خرج الألاف من المواطنين في مختلف العواصم الأوروبية للاحتجاج ضد تمديد حالة الطواريء الصحية، لما لذلك من تبعات اقتصادية واجتماعية على حياتهم . ففي العاصمة مدريد كما باقي المدن الإسبانية خرج المئات المواطنين من الإسبان ممن تعطلت أعمالهم بسبب حالة الطواريء الصحية التي أعلنتها حكومة بلادهم منذ أسابيع، للاحتجاج والضغط على الحكومة من أجل رفع الحجر الصحي ، والسماح لهم بالعودة إلى أعمالهم الخاصة . وتجمع المحتجون في الشوارع الرئيسية للمدن الإسبانية، مطالبين حكومتهم بلادهم برفع الطواريء الصحية والسماح لهم بالعودة إلى حياتهم الطبيعية التي كانوا يعيشونها قبل ظهور فيروس كورونا المستجد وفي ألمانيا التي تعتبر من أنجح الدول في مواجهة فيروس كورونا السمتجد، حيث استطاعت التحكم في انتشار الفيروس، وسجلت أقل عدد في الوفيات على مستوى أوروبا خرج الآلاف من الألما يوم أمس السبت للاحتجاج ضد إجراءات كورونا.. وقد خرج آلاف الألمان في كل من شتوتغارت وميونيخ وفرانكفورت إلى الشوارع السبت للتعبير عن غضبهم حيال خطط تلقيح محتملة أو رقابة مفترضة من الدولة. وكُتب على لافتة رفعت في “شتوتغارت” “كورونا زائف”، بينما كتب على أخرى “لا للعزل والكمامات والتعقّب واللقاحات”، ونشبت مواجهات بين المحتجين والشرطة، نتج عنها توقيف ما يفوق 200 محتج بالعاصمة برلين. من جهتها أجرت صحيفة “دير شبيغل” استفاء حول رأي الشعب الألماني في هذه المظاهرات، وجاءت النتائج أن نحو واحد من كل أربعة تم استطلاع آرائهم أعربوا عن تفهّمهم للتظاهرات. وفي بريطانيا خرج العشرات لإحدى ساحات لندن للاحتجاج على استمرار الإغلاق العام في البلاد حيث اعتُقل تسعة عشر متظاهرًا، بما في ذلك شقيق جيرمي كوربين زعيم حزب العمال السابق في اشتباكات مع الشرطة في متنزه “هايد بارك” . وهو نفس الوضع عاشته مدن بريطانية شمالي البلاد حيث يرفض المحتجون استمرا حالة الطواريء الصحية، كما يرفضون سعي الحكومة البريطانية للجوء للتلقيح العام لمواطنيها .