شهد قطاع غزة مناورة عسكرية هي الأولى من نوعها أمس، الثلاثاء، نفذتها "الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة" بالذخيرة الحية، وبمشاركة 12 جناحا عسكريا. وتحت غطاء من طائرات المقاومة المسيرة بدون طيار، التي حلقت في أجواء القطاع، بدأت مناورة "الركن الشديد"، بإطلاق "رشقات صاروخية تجريبية" في اتجاه البحر، الذي أخلته المقاومة من الصيادين والمرتادين منذ ساعات الفجر؛ لتهيئة الأجواء للمناورة الموسعة. وتستمر المناورة اليوم الأربعاء، ويتخللها انتشار واسع لعناصر المقاومة والأجهزة الأمنية، وحركة نشطة لمركبات الإسعاف والدفاع المدني والأمن والشرطة على امتداد القطاع، سعيا من المقاومة للاطمئنان على جهوزية الجبهة الداخلية. وقال ناطق عسكري ظهر في مؤتمر صحفي للإعلان عن بدء المناورة، وهو يغطي وجهه بالكوفية الفلسطينية التقليدية، وبدون أي رايات خاصة بالفصائل، دلالة على وحدة الموقف، "إن هذه المناورة تعبر بوضوح عن القرار المشترك ووحدة الحال بين أجنحة فصائل المقاومة بكافة أطيافها". وأضاف أن "سنوات طويلة من النضال والقتال ضد هذا العدو أنضجت تجربة فريدة للمقاومة، وجعلتها تقف على أرض صلبة، وتتكاثف في خندق واحد في الدفاع عن شعبنا، ورسم قواعد قتالها واشتباكها مع العدو بشكل موحد بكل حكمة وإرادة واقتدار". وعلى الرغم من حجم المناورة الكبير، حرص الناطق العسكري على تأكيد أنها "دفاعية"، وهدفها "تأكيد جهوزية المقاومة للدفاع عن شعبنا في كل الأحوال، وتحت كافة الظروف". وقال إن "قيادة المقاومة جاهزة لخوض أي معركة للدفاع عن شعبنا وأرضنا، ولن نقبل بأن يتغول العدو على أهلنا، وإن سلاحنا حاضر، وقرارنا موحد في خوض أي مواجهة تُفرض على شعبنا في أي زمان ومكان". وحذر الناطق العسكري قيادة الاحتلال من التفكير في مغامرة ضد غزة، وهدد بأن المقاومة تمتلك الكثير من المفاجآت، وقادرة على صد أي عدوان، وأنها "في حالة دائمة من التطور في أدواتها وتكتيكاتها وإدارتها للصراع".