وجه رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام، محمد الغلوسي، انتقادات لاذعة للقنوات العمومية، متهما إياها باستنزاف أموال طائلة لإشاعة التفاهة وإنتاج الحموضة. وندد الحقوقي، باستهداف القناة الأولى لمهنة المحاماة لقتل رسالتها ووأدها في عيون الجمهور، بعد محاولات كثيرة لتمريغ صورة رجال ونساء التعليم في الوحل والنيل من قيمة المدرس الاعتبارية. وفق تعبيره. وقال الغلوسي، في تدوينة على حسابه بالفيسبوك:" إن المتتبع للسلسلة التلفزيونية التي تعرض على القناة الأولى تحت عنوان"قهوة نص نص" ومثيلاتها لا يمكنه إلا أن يلتقط تلك الرسالة المسمومة التي يراد لها أن تدخل كل البيوت، وهي رسالة تريد أن تمحي من ذاكرة المغاربة الدور التاريخي للمحامين والمحاميات في الدفاع عن الحقوق والحريات وفضح الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان على مر التاريخ". وأضاف المحامي بهيئة مراكش:" لقد شكل المحامون ولازالوا ذلك الصوت الذي يجهر بالحق ويتصدى بسلاح الحق والقانون لكل التجاوزات التي قد تحصل هنا أوهناك ،فالمحاماة أكبر من أن تنال منها التفاهة والرداءة التي تسوق في كل مكان ولم تجد من يقبل عليها وتصرف عليها أموال طائلة من جيوب المغاربة". وطالب الغلوسي، من "القائمين على الشأن الإعلامي ببلادنا وعلى رأسهم فيصل العرايشي أن يصوب الكاميرات قليلا للمطبخ الداخلي لقنوات القطب العمومي المتجمد والذي يستنزف أموالا طائلة لإشاعة التفاهة عوض تصويبها لتلطيخ صورة رسالة الدفاع وتعبيد الطريق لكل أشكال التحكم في المجتمع". ودعا المتحدث ذاته، المجلس الأعلى للحسابات "لافتحاص مالية هذا القطب استجابة للنداءات المتكررة لفئات واسعة من المجتمع ومنظماته الحقوقية التي تطالب بالشفافية في تدبير مالية هذا المرفق العمومي". مستطردا بقوله:" لكن يبدو أن المسوؤلين على إعلامنا يدركون جيدا أن أي تقرير سينجز مستقبلا سيكون مصيره نفس مصير التقارير التي همت ذات القطب ولم تر طريقها إلى المحاسبة لذلك فهم مصرون على إنتاج الحموضة !!". وشدد الغلوسي، على أن "استهداف المحاماة بعد استهداف رمزية المعلم والمدرسة العمومية ليست بريئة؛ مخطط محبوك يستهدف أهم الحلقات (التعليم ،المحاماة) ويندرج ضمن مخطط عام يهدف إلى إخضاع المجتمع للفساد والريع وهدم كل مقومات الثقة في رموزه لفسح المجال للتفاهة والتسطيح لتكتسح كل الحقول".
