خلفت القرارات الأخيرة التي أعلن عنها المغرب من أجل التصدي للوباء ودرء الخطر، مخاوف الكثير من المغاربة من اقتراب موجة وبائية جديدة على غرار تلك التي أصابت بلدان الجوار الأوروبي. وفي قرار يبتغي الحفاظ على المكاسب التي راكمها المغرب في مجال تدبير الجائحة، ومواجهة تدهور الوضع الصحي في بعض البلدان، كانت السلطات المغربية قد قررت تعليق الرحلات الجوية، ذهابا وإيابا، مع فرنسا، إلى غاية يوم الأحد 28 من نفس الشهر، كما منعت دخول القادمين من دول جنوب إفريقيا و6 دول إفريقية أخرى من دخول أراضي المملكة. كل هذه الإجراءات المتخذة وغيرها، دفعت الكثير من المغاربة يتحدثون عن احتمال العودة إلى تشديد التدابير الاحترازية بالرغم من مرور أقل من شهر فقط على رفع الحكومة لحظر التنقل الليلي والتخفيف من التدابير الاحترازية للوقاية من جائحة كورونا. وتجدر الإشارة إلى أن المتحور الجنوب إفريقي الجديد يثير مخاوف دول العالم، بعدما كشف علماء جنوب إفريقيون أن المتحور "B.1.1.529" يحتوي على عدد مرتفع من الطفرات، وله قدرة كبيرة على الانتشار السريع، كما أكدوا أنه يحتوي على ما لا يقل عن 10 نسخ مختلفة، في مقابل نسختين للمتحورة دلتا. وتتجلى خطورة المتحور الجنوب إفريقي، بحسب الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية الطيب حمضي، في قدرته على الإفلات المناعي، مشيرا إلى أن السلالة الجديدة تحتوي على تحورات يمكن أن تضعف الاستجابة المناعية الناتجة عن التلقيح، أو المناعة المكتسبة في الأشهر الأولى من الإصابة بالفيروس.