نبض قلبي حباً، وهلت تغاريد السعد تحناناً ووداً، وارتسمت بسمة السعادة على شفتي فأيقظت في نفسي شوقاً، فترجمت حروفي عزاً وافتخاراً لوطن أحببته كل الحب فبادلني العطاء بسخاء، وطن كتب التاريخ عنه وخط أمجاده كحروف من ذهب. سوف أكتب عن أرض تحولت فيها الصحراء الجرداء إلى جنة خضراء تداعبها ناطحات السحاب، ثم ماذا يا وطن تمتد مسيرة العطاء فيك لنتوجك جميعاً على رؤوسنا ونمضي قدماً في خضم تطور الحياة، ونحن نحمل في قلوبنا حباً ينبض في كل عرق فينا تصويراً لوفائنا لك. حب الوطن ليست كلمة تقال أو شعر يتغنى ويتغزل به لا بل هو عمل وفعل يعمل به، فحين نقول الوطن جميل يجب أن نحافظ على جماله ونزيد من روعته وأن لا نلقي بالأوساخ على أرضه أو في بحاره، وحين نقول الوطن أغلى من أرواحنا، يجب أن ندافع عنه لآخر قطرة دم وآخر يوم في العمر، فالإنسان بلا وطن كالجسد بلا روح، وما من شيء أغلى على الانسان من وطنه وهويته وفخره وانتماؤه. الإنسان لا شيء بلا وطنه فهو المأوى الذي يلجأ إليه الإنسان، وهو الحضن الذي يجمع شعبه وأبناؤه، الوطن نعمة عظيمة وهبها إيانا الله تعالى فعلينا الحفاظ عليها والدفاع عنها والعمل على تقدمها ورقيها، يرقى الوطن ويتقدم بسواعد أبنائه المحبين، فكل منا يمتلك مهارات أو خبرات تمكنه من العمل على رقي الوطن، فلنحرص على تقدم الوطن يقول الله تعالى (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ).