تعتبر حركة المقاومة الاسلامية حماس بالاراضي الفلسطينية من أبرز الحركات التي قاومت الاحتلال الصهيوني لفلسطين، فبعد تأسيسها من طرف زعيمها أحمد ياسين عام 1987، والذي كان له الفضل الأكبر إلى جانب قياديين آخرين في هيكلتها لتصبح حركة منظمة لمواجهة غطرسة القمع الصهيوني في قطاع غزة وغيرها. يعتبر أحمد اسماعيل ياسين من أبرز رجالات المقاومة في القرن العشرين، بصم بطولات كبيرة في مواجهات الاحتلال الصهيوني، لا يعتبر زعيما سياسيا فحسب بل زعيم روحي ومنظر للحركة. ولد في قرية تاريخية عريقة تسمى جورة عسقلان في يونيو1936، وهو العام الذي شهد أول ثورة مسلحة ضد النفوذ الصهيوني المتزايد داخل الأراضي الفلسطينية، يعتبر من أعلام الدعوة الاسلامية بفلسطين، تولى رئاسة أكبر جامعة إسلامية في غزة، أسس حركة حماس وتولى قيادتها حتى وافته المنية. تعرض أحمد ياسين لشلل في شبابه أثناء ممارسته للرياضة نتج عنه شلل تام لجميع أطرافه، عانى أحمد ياسين إضافة إلى الشلل التام من أمراض عديدة منها فقدان البصر في العين اليمنى بعدما أصيبت بضربة أثناء جولة من التحقيق على يد المخابرات الإسرائيلية فترة سجنه. عايش الهزيمة العربية الكبرى المسماة بالنكبة عام 1948، وكان يبلغ من العمر آنذاك 12 عاما وخرج منها بدرس أثر في حياته الفكرية والسياسية فيما بعد مؤداه أن الاعتماد على سواعد الفلسطينيين أنفسهم عن طريق تسليح الشعب أجدى من الاعتماد على الغير سواء كان هذا الغير الدول العربية المجاورة أو المجتمع الدولي. أسس أحمد ياسين حركة حماس عام 1987 مع مجموعة من قادة العمل الاسلامي، لمحاربة الكيان الصهيوني لتحرير فلسطين، وكان له دور مهم في الانتفاضة الفلسطينية التي اندلعت آنذاك والتي اشتهرت بانتفاضة المساجد، ومنذ ذلك الوقت والشيخ ياسين يعتبر الزعيم الروحي لتلك الحركة. ورغم النشاط الدعوي للشيخ فأمر الكيان الصهيوني عام 1982 باعتقاله ووجهت إليه تهمة تشكيل تنظيم عسكري وحيازة أسلحة، وأصدرت عليه حكما بالسجن 13 عاما، لكنها عادت وأطلقت سراحه عام 1985 في إطار عملية لتبادل الأسرى بين سلطات الاحتلال الإسرائيلي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين "القيادة العامة". تعرض لملاحقات عسكرية إسرائيلية أبرزها 1988 بمداهمة منزله وتفتيشه وهددته بالنفي إلى لبنان، ولما ازدادت عمليات قتل الجنود الإسرائيليين واغتيال العملاء الفلسطينيين قامت سلطات الاحتلال الإسرائيلي يوم 18 ماي 1989 باعتقاله مع المئات من أعضاء حركة حماس. وفي 16 أكتوبر 1991 أصدرت إحدى المحاكم العسكرية حكما بسجنه مدى الحياة إضافة إلى 15 عاما أخرى، وجاء في لائحة الاتهام أن هذه التهم بسبب التحريض على اختطاف وقتل جنود إسرائيليين وتأسيس حركة حماس وجهازيها العسكري والأمني. وبسبب اختلاف سياسة حماس عن السلطة كثيرا ما كانت تلجا السلطة للضغط على حماس، وفي هذا السياق فرضت السلطة الفلسطينية أكثر من مرة على الشيخ أحمد ياسين الإقامة الجبرية مع إقرارها بأهميته للمقاومة الفلسطينية وللحياة السياسية الفلسطينية. استشهد الشيخ أحمد ياسين فجر 22 مارس 2004 إثر قيام مروحيات الأباتشي الإسرائيلية بإطلاق ثلاثة صواريخ على الشيخ المقعد وهو خارج على كرسيه المتحرك من مسجد المجمّع الإسلامي بحي الصّبرة في قطاع غزة.