لقد فرض الله تعالى الحجاب على كل مسلمة بالغة عاقلة...، و ذلك لعدة أسباب لا يمكن حصرها كالفتنة مثلا، و قد اختلف العلماء في عورة المرأة الواجب سترها، لكننا لن نتطرق لتلك الأمور الفقهية بل سنتصدى فقط لبعض الأخطاء الشائعة التي تقع فيها بعض المحتجبات في مجتمعنا الإسلامي بصفة عامة و المغربي بصفة خاصة. سنتحدث بإيجاز عن الحجاب المعروف في الفقه المالكي بستر كل البدن ما عدا الوجه و الكفين، أما إذا كان كشف الوجه يثير الفتنة فيجب ستره...، و انطلاقا من هذه الفكرة سنحاول أن نسلط الضوء على بعض الظواهر المنتشرة في مجتمعنا و هي: - العيب في النية: بعض النساء يضعن الحجاب لإرضاء أزواجهن أو آبائهن و لا يجوز لهؤلاء أن يكرهوهن على ذلك، فالحجاب يجب أن يكون لإرضاء الله وحده، فإذا افترضنا أن المرأة قد التزمت به لإرضاء زوجها و هي غير مقتنعة به، فلا شك أنها سوف تخلعه إذا انحل عقد زواجها سواء بالطلاق أو الموت... - عدم الستر من بعض الأجانب: الأجنبي هو كل رجل من غير المحارم أو قد يكون من المحارم المؤقتة كزوج الأخت و العمة و الخالة، فكثيرا ما ألاحظ أن بعض البنات و النساء يخلعن حجابهن أمام بعض الأجانب و يبررن ذلك ببعض الأقوال السخيفة مثلا – إنه ابن عمي مثل أخي، أو لا يمكنه أن يتزوجني لأنني متزوجة، أو أنا أكبر منه سنا...-، فالعبرة ليست في الزواج أو السن، و إنما هي في الشهوة و في عدم منح الرجل فرصة للتلذذ بالنظرات كأنها تقول له -ها أنا، لا تغض بصرك- و العياذ بالله... - إظهار بعض المحاسن: لا يجوز إظهار العنق و اليدين إلى المرفقين (إظهار الكفين جائز) و بعض الشعر عمدا (المعروف بلهجتنا بالقسة)، و اللباس الضيق الذي يظهر شكل المرأة بكل وضوح، و لا ننسى فضيحة المحتجبات اللواتي يخرجن إلى الشوارع متزينات بالمساحيق كأنهن مهرجات في السرك... - الفهم الخاطئ لمعنى –كاسيات عاريات-: الكثير من الناس يظنون أن الكاسية العارية هي المتبرجة، أما المعنى الحقيقي لهذه العبارة هو: النسوة اللواتي يلبسن ثوب لا يسترهن، مثل الثوب الشفاف أو القصير...، و تلك الثياب يمكن أن تلبسها المرأة سواء كانت متبرجة أو محتجبة، و هذا الفهم الخاطئ يجعل بعض المحتجبات يقعن في المحظورات لذلك عادة ما أشير دائما في مواضيعي و قصائدي إلى أهمية البحث و المطالعة و طلب العلم لمحاربة الجهل و الفهم الخاطئ بكل أنواعه... - هناك أخطاء أخرى تحدث في قاعات الحفلات مثل خلع الحجاب أمام الكاميرات و تبرج العروس...، فهذا موضوع آخر قد نناقشه في وقت لاحق إن شاء الله. إن موضوع الحجاب غني بالأقوال و الآراء الفقهية و لا يمكننا مناقشتها في موضوع واحد و إنما حاولت أن أختصر قدر المستطاع لأنني أعلم أن المواضيع الطويلة ترهق القارئ...، و في ختام الموضوع أتمنى لكل متبرجة أن توفق في التوبة بإذن الله، و أطلب من كل المحتجبات أن يعِظن صديقاتهن و يدعوهن إلى الحجاب، فالموعظة ضرورية لكي نخرج من عالم الغفلة. هذا الموضوع فيه معلومات بديهية و معروفة، فهدفي هو التذكير فحسب. قال الله تعالى: { وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ }. يوسف الصفار