أدانت المحكمة الابتدائية بالرباط، الأسبوع الماضي، موقوفين بأربعة أشهر حبسا موقوف التنفيذ في قضية سرقة هاتف القنصل العام للمملكة الإسبانية بالرباط، فيما برأت طالبا بالمدرسة الوطنية لعلوم المهندس من تهمة المشاركة. وفي الوقت الذي توجد فيه حالة التلبس بالسرقة في واضحة النهار وحجز المسروق لدى حارس للسيارات، أصدرت المحكمة عقوبات مخففة، بعدما أدلى دفاع الظنين الرئيسي بستة ملفات طبية تشير إلى معاناته مرضا مزمنا، لذلك منحته المحكمة عقوبة أربعة أشهر موقوفة التنفيذ، بعدما قضى ستة أسابيع رهن الاعتقال الاحتياطي بالسجن المحلي بالعرجات 1 بسلا، كما قضت بالعقوبة نفسها في حق حارس السيارات بتهمة إخفاء مسروق، بعدما عثر الأمن بحوزته على هاتف المسؤول الدبلوماسي. وتعود فصول القضية إلى منتصف رمضان الماضي بعدما سقط طالب المدرسة الوطنية لعلوم المهندس بحي حسان، رفقة شريكه، ووجهت إليه النيابة العامة تهمة المشاركة في السرقة، فيما توبع شريكه المريض بجنحة السرقة، في حين توبع حارس السيارات بتهمة إخفاء المسروق. وحسب مصادر "الصباح" فإن المسؤول الدبلوماسي الإسباني تحدث في هاتفه، فاقترب منه أحد اللصين ونشل الهاتف بسرعة، ولاذا بالفرار في اتجاه شارع الجزائر، ما تسبب في حالة استنفار أمني قصوى، فهرعت مختلف وحدات الشرطة العاملة بالدائرة الأمنية الثانية ومنطقة أمن حسان أكدال الرياض، والمصلحة الولائية للشرطة القضائية، وبعد ساعات نجح التدخل الأمني في اعتقال طالب الهندسة وحجز سكين بحوزته، وبعدها انتقل المحققون إلى حي النهضة وأوقفوا الجانح الثاني، كما أوقفوا حارس السيارات، وذلك بعد أربع ساعات من المطاردة الأمنية، إذ تفرقت عناصر أمن مختلطة بمختلف مخارج شوارع وهرانوالجزائر والعلويين، وأشرف والي أمن الرباط شخصيا على التدخل الميداني. واستنادا إلى المصادر نفسها، ساعدت فتاة شاهدة عناصر الأمن المختلطة في الاهتداء إلى هوية المتورطين، إذ حضرت أطوار الحادث وأكدت أنها شاهدت مجموعة من المواطنين يلاحقون شخصين ويصرخون "شفار شفار" أحدهما كان يرتدي لباسا تقليديا أبيض اللون، وتوقفت لمتابعة ما يجري، لتعاين تسليم الهاتف إلى حارس السيارات من قبل أحد اللصين. والمثير أن الموقوف الثاني صرح للمحققين أنه هو من نشل الهاتف، وأن الطالب لم يكن على علم برغبته في السرقة بالخطف، ولا يتحمل المسؤولية في ذلك، مشيرا إلى أنهما اتفقا، على التوجه إلى شاطئ الوداية لتناول وجبة إفطار، لكنه ارتكب جريمة السرقة، وأظهر البحث توفره على سابقتين، وظل يصرح أنه نفذ الجريمة بمفرده، وهو ما دفع بالمحكمة إلى التصريح ببراءة طالب الهندسة، بعدما اعتبر دفاعه أن موكله لا نية له في السرقة، وأنه لاذ بالفرار، بعدما نشل شريكه الهاتف. وانتقل المحققون إلى مقر القنصلية الإسبانية العامة، للاستماع إلى المسؤول الدبلوماسي، الذي أكد بحضور مترجم، أنه كان بزنقة تطوان بحي حسان يتحدث في هاتفه المحمول ففوجئ بشخص مجهول ينتشل الهاتف منه ويلوذ بالفرار رفقة شخص آخر بشارع الجزائر. ورفضت المحكمة تمتيع الطالب بالسراح المؤقت خلال جلستين، وفي الجلسة الثالثة استجابت للملتمس، بعدما تبين أنه مقبل على إجراء امتحانات نهاية السنة، فتفاجأت عائلته الأسبوع الماضي بحصوله على حكم البراءة.