ودعت الساحة الثقافية المغربية، صباح الجمعة 20 سبتمبر، الناقد والأستاذ الباحث وعضو اتحاد كتاب المغرب عبد اللطيف الزكري. الراحل من مواليد طنجة سنة 1967، حصل على شهادة الدكتوراه شعبة اللغة العربية وآدابها، وحدة الأجناس الأدبية والمعاصرة، «كلية الآداب والعلوم الإنسانية» ظهر المهراز فاس عام 2006 بميزة مشرف جدا. وكان عضوا مؤسسا نشيطا في عدد من الجمعيات ومراكز البحث، فقد شارك في تأسيس جمعية أصدقاء لوركا وانتخب نائب رئيس أول مكتب لها، كما ترأس تحرير مجلة «البحور الألف» (1995 1996)، وشغل منصب كاتب عام مركز «ملتقى المتخيل المتوسطي»، كما كان عضوا في «المركز المتوسطي للدراسات والأبحاث»، وكذلك في «مركز الدراسات الأندلسية المغربية» في كلية الآداب والعلوم الإنسانية التابعة لجامعة عبد المالك السعدي في تطوان. وقد صدر له كتاب «جماليات القصة القصيرة العربي الحديثة والمعاصرة»: دراسة في المكونات الفنية» عن مؤسسة دار الانتشار العربي في بيروت، وكتاب «وظيفة الصورة في الرواية النظرية والممارسة» عن دار «كنوز المعرفة للنشر والتوزيع» في عمّان. كان عبد اللطيف الزكري يشدد على أن الكتابة عن الصورة الروائية يجب أن يسبقه وعي نظري بمسألة الأجناس الأدبية، لذلك ارتأى بدء دراسته في الكتاب الثاني بمقاربة مفهوم الصورة مع ربطه بهذه المسألة، قبل المرور إلى الصورة داخل البناء الروائي. واستخلص أن الصورة الروائية تتأسس بتشاكل وتعالق الإمكانات البلاغية المتعددة، وبتضافر الرمز والوصف، وبانصهار كل ذلك مع طرائق الكتابة الروائية وتقنياتها من استباق واسترجاع وتراكم وامتداد وتجاور الحكي.. كما أن الصور تتوزع إلى أنماط متمايزة، من بلاغية ونفسية وسيريالية وواقعية وتعبيرية؛ وتخضع عملية تصنيف الصور لمقتضيات النص الروائي، أي تساوقا مع ما يمنحه هذا النص وما يتضمنه. وأخيرا، فإن وظائف الصور الروائية تؤكد على ضرورة اعتبارها عنصرا تكوينيا في البناء الروائي. وهذه الوظائف تثري الكتابة الروائية وتخصبها دلاليا وبنائيا.