حينما قال في حقه العلامة أحمد الرهوني في تاريخه عمدة الراوين في أخبار تطاوين: أما سيدي عبد السلام غيلان فهو طالب نجيب متوقد ذكاء وفطنة، ذو حافظة عجيبة، وذاكرة غريبة، لووقف يصرفها في العلم الشريف لانفرد فيه بالرياسة في عصره. لم يعدك الحقيقة التهامي الوزاني الذي وصفه "بأعجوبة الأعاجيب" وهو أول رفيق له في صباه وأول مرشد له في الزاوية الحراقية الذي سبقه إليها، وصار فيها مقيما بالليل والنهار يغرف من ماله على الفقراء، يرشد، ويدرس، ويثقف دون ملل ولا كلل. وقد كان أعجوبة زمانه في علم الفلسفة، وقد لحقته في أواخر حياته على عهد الشيخ سيدي عرفة الحراق في مجلسه العلمي الممتع بجنان الشيخ بالطويلع، حيث حينما يتناول الحديث يسكت الجميع، في خشوع لأحاديثه العلمية والفلسفية، فكان يتحدث بطلاقة طوال ساعات متوالية لا يمل ولا يتعب، رغم قصر قامته، وضعف بنيته، وعزوفه عن الأكل إلا ما يسد الرمق. وكان يجتمع عليه علماء تطوان، وقضاتها، وتشرفت بالحضور صحبة والدي رحمه الله في مجلس له، حضره القاضي محمد العثماني والقاضي محمد المرابط الترغي، والفقيه العالم محمد بوخبزة، والشاعر عبد الواحد اخريف، ومجموعة أخرى من رواد الزاوية الحراقية وفقرائها، وبكل آسف فإن تطوان لم تهتم بهذا العالم الصوفي الكبير الاهتمام اللائق بجلال علمه الكبير، لولا بعض الإنصاف من تلميذه الشيخ سيدي التهامي الوزاني في كتابه "الزاوية" المومى إليه. عن "الأجواء الموسيقية بتطوان وأعلامها" لمؤلفه محمد الحبيب الخراز (بريس تطوان) يتبع...