"نحن العين التي لا تنام ونحن من نصنع مجد وزارة الداخلية، لكننا في الوقت ذاته نعاني الويلات والمشاكل التي لا تعد ولا تحصى" بهاته العبارة لخص لنا أحد أعوان السلطة الواقع المزري الذي يعيشونه بشكل يومي دون أدنى إلتفاتة من الجهات المسؤولة. هاته المشاكل يقول عنها أحد الشيوخ والمقدمين لا تكاد تتوقف؛ ولعل أبرزها هزالة الأجور وقلة الإمكانيات وعدم استفادتهم من التعويضات عن الساعات الإضافية التي لا تمنح إلا لرجال السلطة القابعين في مكاتبهم المكيفة، حيث يمارسون عملهم ليلا ونهارا وبدون تحديد أوقات العمل، بالإضافة إلى تحرير التقارير لجميع الأنشطة الرسمية وغير الرسمية، والتي كانت سببا في ترقية العديد من المسؤولين.
ورغم ذلك يضيف متحدثنا فإن الإكراهات لم تجد بعد أدنى اهتمام من طرف وزارة الداخلية، معتبرين أنفسهم "بأكباش فداء" في كل ماله علاقة بأي خرق مهني سواء تعلق الأمر بالرشوة أو البناء العشوائي أو وثيقة إدارية، التي غالبا ما تُبنى على الأوامر الشفوية التي تكون من ورائها خروقات تستوجب المحاسبة.
للإشارة فقد سبق لأعوان السلطة بمدينة تطوان صيف 2012م، أن أطلقوا صرخة استغاثة تزامنا مع الزيارة الملكية، وذلك للبوح بما يعيشونه من ظلم واحتقار، حيث وصلت بهم الجرأة آنذاك إلى تشكيل تنسيقية تطوان لأعوان السلطة، و إصدار بيان فضحوا من خلاله سياسة التسويف والمماطلة التي تنهجها وزارة الداخلية و سلطات عمالة تطوان، فيما يخص ملفهم المطلبي الوطني والمحلي المتمثل أساسا في توفير وسائل الإشتغال منها على الخصوص الهواتف المحمولة، و تمتيعهم بالبطائق المهنية، و تحويل الحوالات الشهرية إلى المؤسسات البنكية، قصد تسهيل الإستفادة من القروض البنكية، بالإضافة إلى تفعيل مذكرة وزارة الداخلية المتعلقة بالسكن الإجتماعي،وغيرها من المطالب الإجتماعية العادلة. (adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});