عند مدخل مدينة الرباط غير بعيد عن المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله الذي عاش ذات يوم إحدى ملاحم تطوان الكروية، تمتد الحديقة بفضاءاتها التي تسافر بك عبر قارات العالم. القردة و البط و الإوز..الثعالب و الدجاج و النسور..الزراف و الفيلة و الماعز..كلهم هنا مجتمعون ..حتى وحيد القرن و فرس النهر و الببغاء الاستوائي... و التماسيح. قد تجد أسدا مسترخيا مع ثلاث لبؤات غير آبه بمن يراقبه من الفضوليين...أو سلحفاة عملاقة لا تود الحراك حتى لو سقط نيزك من السماء ..أو ظبيا أو جديا أو أيلا يركض و يركض ثم يعود لنقطة الإنطلاق. عالم الحيوان بقدر غرائبيته بقدر قربه الشديد منا نحن بنو الإنسان..صفاتهم الإنسانية وصفاتنا الحيوانية... كثيرا ما نظلم حيوانا نصفه بالمكر و نحن أكثر مكرا...وبالافتراس و نحن أكثر شراهة للحم أخينا الإنسان... كم نحن في حاجة لزيارة حديقة الحيوان، لزيارة شركاءنا على هذه البسيطة، لكنهم لا يبنون المصانع و لا ينفثون السموم في الهواء. ربما زيارة عالم الحيوان مرة في العمر فرض عين على كل بالغ و قاصر .. و حتى تعريفة الدخول و أسعار الخدمات جد مناسبة بالنظر لمستوى الحديقة بعد تجديدها و إعادة وتهيئتها. لكني أعاتب المسؤولين عن تدبير هذا المرفق الحيوي .. حيوان واحد لم أجده بين الجميع، بحثت عنه طوال اليوم فلم أجده، لعلهم يتداركون الوضع و يستقدموه من مكان ما في هذا العالم، لا بد أن يحضروه مهما غلا ثمنه ، لابد أن يكون له بين الجميع مكان...إنه الأرنب.