"الرانجروفر" الذي تبدو في مدينة طنجة كسيارة اقتصادية
الزائر إلى مدينة البوغاز، خاصة بالنسبة للإسبان لا يصدقون عيونهم حين يشاهدون أسطولا من السيارات الرباعية الدفع تجوب شوارع مدينة البوغاز، حيث تبدو سيارة "الرانج روفر" البريطانية الصنع، مثل سيارة اقتصادية نفعية، إذا تمت مقارنتها مع بعض العلامات التجارية الخرافية الثمن. "إن محلات بيع السيارات بطنجة تحتوي على "الرويسرويس فانطوم" "بنتلي" ،"استون مارتين" "مازيراتي"، علاوة على "الفيراري" و"بورش"، وغيرها ،وهذه مفارقة تطرح العديد من التساؤلات المقلقة، في بلد أصبح يعيش هستيريا الهروب الجماعي نحو الضفة الأخرى. وفي هذا الصدد أفادت شابة اسبانية تعمل في مجال الإغاثة الإنسانية، ومساعدة "الحراكة"، بنقطة مدينة طريفة، أنها تفاجأت كثيرا للفوارق الاجتماعية الصارخة بالمغرب.
"قبل مجيئي إلى طنجة وبحكم اشتغالي مع العابرين على زوارق الباطيرا، كنت أتصور أن المغرب وخصوصا طنجة بلد الفقراء، لكني صدمت لما شاهدت بأم عيني مظاهر الغنى الفاحش، لانعيشه نحن الإسبان، الذين ينتمون إلى دول الرفاه بالقارة الأوروبية،" تقول المتطوعة العاملة بمجال الإغاثة الإنسانية.
أمام هذه المفارقات لماذا لا يتم العمل في المغرب بالضريبة التصاعدية، وذلك بفرض رسوم مرتفعة الثمن على السيارات تصل مثلا إلى 30 مليون سنتيم سنويا، يذهب ريعها لخلق مناصب شغل للشباب الذي ينخره اليأس، ولم يعد يجد من حل سوى الارتماء في أحضان البحر الأبيض المتوسط، هربا من وطن جحود وقاس جدا على أبناءه وبناته.