رغم كونها عاصمة المنطقة الخليفية للشمال، ورغم توفرها على أجمل مدينة عتيقة بالمغرب، ومعلمة محطة قطار "بيرتوشي"، والكنيسة الكاثوليكية وملاح اليهود، علاوة على الفندق الشهير "ناسيونال"، حيث كان يقيم الجينرال القوى فرانكو خلال فترة الحماية الإسبانية، إلا أن كل ذلك لا يشفع لمدينة تطوان بأن تكون أكثر جذبا للسياح الأجانب من غريمتها مدينة طنجة.
"نزور طنجة لأنها أكثر انفتاحا ولها مؤهلات سياحية مغرية، والأجنبي لا يشعر بالعزلة في فضاءاتها، في حين مدينة تطوان تفتقر إلى عدد من المقومات السياحية" كان هذا تصريح أحد المرشدين السياحيين الذي يجلب السياح إلى مدن شمال المملكة من جنوب إسبانيا، مضيفا في الوقت نفسه، أنه باستثناء مطعم "كاسا إسبانيا" فإن جميع الحانات التي كانت تقدم وجبات "الطابا" للأجانب بتطوان سابقا، تم إغلاقها، وهذ يجعل من الصعوبة بمكان تسويق مدينة الحمامة البيضاءتطوان كوجهة سياحية منفتحة وحداثية.
"للأسف العرض السياحي بتطوان خال من كل ترفيه، فهم يتعاملون مع الأجنبي مثل الغنم، يأكل ويشرب ويدخل إلى الفندق لينام، فليس هناك عروض فنية، وليالي طربية تحت أضواء الشموع، فقط منتوجات الصناعة التقليدية ،والمناديل الحمراء ،والحناء، بساحة الغرسة الكبيرة، ورتابة قاتمة" يقول المرشد السياحي المذكور. يذكر أن موسم الرواج السياحي بمدينة تطوان ونواحيها، لا يتعدى طفرة العطلة الصيفية، بعدها تنهار جميع الأنشطة السياحية، وتغلق العديد من بنيات الإيواء أبوابها لتدخل في مرحلة "الركود" يطول لأكثر من عشرة أشهر.