كلمة -المرحوم- الأستاذ إسماعيل الخطيب عضو المجلس العلمي بتطوان و مدير جريدة النور وأستاذ بكلية أصول الدين بسم الله الرحمن الرحيم نجتمع اليوم لتكريم رجل من رجالات هذا البلد، إن تكريم الأحياء ظاهرة صحية تُبشر بخير، فالشعوب الحية هي التي تعترف بفضل أحيائها، كما تشيد بذكر الراحلين من رجالاتها. و الأستاد مصطفى الشعشوع من هؤلاء الرجال الذين قدموا لأمتهم خدمات جلية يجب أن تذكر لتشكر. فهو -ولا أزكى على الله أحدا- من أولائك الذين يألفون ويحبون ويعترفون لفضل أهل الفضل، ولا أدل على ذلك من سعيه الحثيث إلى إبراز ثلة من رجالات هذه المدينة الذين برزوا في شتى المجالات فسعى إلى إصدار كتب عنهم، يعدها وينسقها، ويعلق على مايرد فيها ولما كان الأمر كما قال الشاعر: "لا يعرف الشوق إلا من يكابده" فلا يعرف مشقة التأليف إلا من مارس البحث وعانى مشقاته، وكذلك هو أمر الإعداد و التنسيق و التعليق، حيث يتحتم الاتصال بأطراف متعددة. فمنها من يلبي بسرعة ومنها من يلبي بعد حين، و منها من يسوف و المعد المنسق يظل في حركة دائبة لا يعرف الملل و الكلل، يدفعه إلى ذلك كونه من أولئك الذين يألفون ويحبون، فحبه للناس بصفة عامة، ولأهل الفضل من رجالات الوطنية والعلم والصحافة والقضاء، و ستبقى تلك الكتب شاهدة على ما بذله من جهد في إخراجها و استمرار صدورها و التي ذكر في أحدها الغاية من إصدارها. يقول في الكتاب الصادر عن القاضي النزيه العلامة الحاج أحمد ابن تاويت: إحاطة شبابنا علما بما نبغ من النبغاء في مدينتهم أو وطنهم علهم يهتدون بهديهم و يسيرون على منوالهم. فهو بهذا العمل يقوم برسالة هي رسالة التوجيه التربية، وهي رسالة تحملها في فتاء من سنه عندما تحمل عبء التدريس معلما يبث المعرفة في عقل جيل ساهم بنصيب وافر في نهضة هذا البلد، فالذين تتلمذوا للأستاذ الشعشوع جلهم أدوا رسالتهم وخدموا وطنهم في شتى المجالات ولازالوا يذكرون ذاك العطاء المعرفي الذي زكاهم و أهلهم و جعل منهم رجالا نافعين لبلدهم. أيها الحفل الكريم، يسعدني أن أكون ممن يعترف بالفضل لأهل الفضل، كما يسعدني أن أوجه التحية لرجل ثابت في مواقفه، وطني فهم الوطنية الفهم الصحيح، فهي تضحية و فداء و بذل و عطاء. أعطى و لم ينتظر العطاء وفي، دون انتظار الجزاء أحب كل مخلص وطنه، فأعلن له الوفاء.
شهادات : منشورات جمعية تطاون أسمير "حفل تكريم المربي و الوطني الغيور الأستاد مصطفى الشعشوع" السبت 3 دي الحجة 1422 الموافق ل 16 فبراير 2002