يعرف الطفل في اتفاقية حقوق الطفل الدولية على أنه (كل إنسان لم يتجاوز الثامنة عشرة ما لم يبلغ سن الرشد قبل ذلك بموجب القانون المطبق عليه) و يعتبر الطفل طفلا مادام تحت وصاية والديه ولم يصل بعد إلى سن الرشد، لذا يصبح غريبا جدا أن نجد هذا الأخير يشارك في مظاهرات في الوقت الذي لم يبلغ فيه السن القانوني و المقبول للقيام بذلك.. فأن تجد طفلا يرتدي قبعة الرجل ذاك نوع من الخلل والذي يجب الانتباه إليه باهتمام شديد، خروجه في تظاهرة للمطالبة بحق ما أو لإسقاط حكم ما أعتبره شخصيا تمردا و إنفلاتا أخلاقيا يستوجب التدخل السريع... لست ضد المناشدة بالحقوق ولا ضد التظاهر والاحتجاج لكني أرفض رفضا تاما أن يأخذ المشهد التنديدي صورة طفل يفترض أن لا يغادر الحلقة التلاميذية التي يحكمها التعلم والاكتساب و بناء المهارات فقط لا غير؛ ليظل أولياء الأمور أول المعنيين بشؤونه، حقوقه، طلباته و مصلحته... و إلا فلماذا سموا أولياء للأمور إن لم يكونوا أهلا لتولي تلك الأمور التي تخص أبناءهم.. ؟!! إن إقران مظاهرات التلاميذ التي نراها في شوارعنا في الأيام الأخيرة بالنضال لأمر خاطئ لأن ما نشاهده لا يعبر إلا عن تخلف الأباء عن مهمتهم الرسمية و كذا اندلاع فوضى المسؤوليات و الأدوار المتضاربة، لكل دوره و الاحتجاج دور الأباء بالدرجة الأولى ثم الأطر التعليمية بالدرجة الثانية أما التلميذ فلا دور له غير الدراسة ما دام غير قادر عن الانسلاخ و التجرد من وصاية ولي أمره و لا قادر على تولي مسؤولية نفسه بنفسه....! لا أكاد أستوعب كيف تمكنت الأسر من إرسال أبنائها لمظاهرة أو لوقفة احتجاجية بدل المؤسسة التعليمية ؟!! في حين أن التظاهر فعل سياسي و يعتبر جزء من حق المشاركة السياسية و من التعبير عن الرأي فهل هناك قانون يخول للقاصر -للطفل- ممارسة الفعل السياسي؟!! هو بلطجة و خروج عن الأخلاق العامة ... ومهما كانت الأسباب يظل الأمر منبوذا شكلا و مضمونا و على جميع الأصعدة.. شغب هو و فوضى و لا يمت للشجب و التنديد و الاحتجاح بصلة؛ فالموضوع يأخد أبعاد أخلاقية، تربوية وهو بعيد كل البعد عن مايرمي إليه المتظاهرون من حق و رأي و غيرهما... صوتكم ياصغار بمقدرته أن يصل لكن عبر قناة أخرى غير هاته التي تسلكون.. صوتكم سيصل حتما إن استلم أولياء أموركم المقود، فلستم أهلا للقيادة و لن تستطيعوا ذلك، عودوا إلى مقاعد الدرس و اتركوا الأمر للكبار فهم أولى بذلك.