عبد العزيز الطريبق، 6 غشت 2022- فجأة وجدنا أنفسنا، يوم 4 غشت 2022، أمام شعار جديد لفريق المدينة المُغرب الرياضي التطواني (أو المُغرب أتلتيكو تطوان) وهو شعار فيه حنين كبير للعودة لفترة الحماية الإسبانية، وهي فترة لم يعشها مكتب النادي ولا العديد من المنادين ب"المئوية". فما معنى أن تغير شعار النادي المعتمد منذ أول بطولة بعد الاستقلال وتعوضه بشعار لا يحمل أي حرف عربي ولا حتى أمازيغي بحروف تيفيناغ (وهي اللغة الأخرى الرسمية للمغرب)؟. هل استخسر المكتب في الفريق والمدينة والمغرب ثلاثة أحرف عربية كانت في الشعار القديم، م.أ.ت، ومثلها بالأمازيغية ⵎⴰⵜ ما دام قد تم تغيير الشعار؟ شعار النادي بعيد الاستقلال أخر شعار للنادي قبل المسخ الحالي ما هذا؟ والمكتب، يا حسرة، يضم أناسا بمستوى ثقافي محترم. فهل هو حنين لماضي استعماري لم يعيشونه أم هو فترة شرود ذهني أخرى؟ بفضل هذا التيهان أصبح النادي التطواني المغربي العريق وحيدا بين فرق القسم الأول الذي يخلو شعاره من حروف عربية، إلى جانب فريق حد السوالم وهي قرية مغربية سابقة تحولت، مؤخرا، إلى مدينة من 33 ألف نسمة. فريق جمعية السوالم (وهو فريق يلعب كرة جيدة) أسس سنة 1984. تفتقت عبقرية المكتب الحالي للمغرب التطواني، إذن، على تبني شعار "المئوية" كشعار رسمي. وهو شعار فرضته فرضا فئات من الجمهور التطواني (والجمهور الكروي التطواني هو أوسع من كل الفئات وينتمي لكل الشرائح العمرية…). هكذا بدون ورقة توضيحية ولا تأريخ ولا هم يحزنون. ذات الشعار أعد خارج النادي وبدون طلب منه، كما هو رائج على الشبكات الاجتماعية، وبدون منافسة بين عدة مبدعين ولا هم يحزنون. ويخبرنا المكتب بأن التغيير حصل خارج الجمع العام وبندوة عن بعد، رغم كون الفريق مر من جمعين عامين منذ فترة قصيرة… ! لا تهمني ، شخصيا، حسابات الغازي (لم يسبق لي أن طالبت برحيله) ومكتبه وإن كانوا يرغبون في استمالة فئات من الجمهور لمشروعهم الكروي "الأعرج"، فقط أذكر المكتب بأن تلك الفئات هي التي كانت تطالب وبكل إلحاح برحيل الغازي ولا أعتقد أن هذا القرار سيجلب للمكتب دعما ما، فسقف المطالب المطروحة يتجاوز إمكانيات الغازي ومكتبه بكثير. على كل حال، هذا شأن المكتب و"بيناتهم"ّ… ما يهمني هنا هو التعبير عن رأيي، من باب "أضعف الإيمان"، إذ أنني أعتبر أن فريق المغرب التطواني ضاع من المدينة ومن جمهوره منذ مدة طويلة. ضاع المغرب التطواني حين أغلق المكتب السابق باب الانخراط برفعه لثمن الانخراط وتهريبه من القدرة الشرائية للجماهير الواسعة وفرضه لشرط تزكية الأعضاء لكل منخرط جديد (ضدا على القوانين الجاري بها العمل والتي تحدد بوضوح وبشكل حصري شروط فقدان الحقوق المدنية). هذه السياسة بلغت قمتها مع مكتب الغازي رغم كون الفريق كان في أمس الحاجة لدعم مالي واسع من جمهوره (من خلال تخفيض ثمن الانخراط) ولدماء جديدة. ضاع الفريق من جمهوره الذي صار متفرجا فقط ولا يتعدى دوره الاحتجاج أحيانا… ما يقع هو تزوير وتحريف لا يقبله العقل. فلا يوجد مرجع جدي يقول بأن فريق أتلتيكو الإسباني تطوان أسس سنة 1922. بل على العكس من ذلك يؤكد المؤرخون الإسبان بأن الفريق أسس يوم 12 مارس من سنة 1933، ثم إن خوليو باريس ابن رئيس الفريق السابق في تلك الفترة والذي قاده لمدة 13 سنة وسار به من القسم الثالث إلى القسم الأول من الليغا، خوليو باريس هذا أصدر كتابا في الموضوع، سنة 1997، يتضمن جميع تفاصيل التأسيس سنة 1933 ولا يذكر شيئا يسمى 1922. فحتى لو افترضنا من باب الجدل (وكما يقول أصحاب "المئوية") بأن المُغرب الرياضي التطواني (كما كان يكتب سنة 1956) هو امتداد للفريق الإسباني ذلك، فأين هي "المئوية" يا مكتب؟ (لن أعود هنا لما سبق لي أن كتبته عن هذا الموضوع في مواقع إلكترونية مختلفة)… هناك فقط خرافة "اعتراف الفيفا بتاريخ 1922 (وكذلك الجامعة المغربية) وهي خرافة انطلقت مع تقديم المكتب السابق لبطاقة تعريفية أعدها بنفسه للفيفا تمهيدا لمونداليتو 2014… فريق نادي أتلتيكو تطوان الإسباني (كما يورد خوليو باريس في كتابه Tetuan y su Atletico) تبنى شعارا لم يتغير كثيرا في جوهره، بل عرف فقط بعض التعديلات المتعلقة أساسا بالنجمة التي يتضمنها حيث كانت تمر من النجمة السداسية إلى النجمة الخماسية بعض المرات… كنت أنتظر من المكتب الجديد/القديم أن يعمل على إيجاد مستشهرين للفريق ويوسع دائرة الانخراط وينوعها لتدعيم موارده المالية، لكنه اختار طريق "الشعبوية" بتبني شعار "المئوية" المزعومة ثم بالارتماء في أحضان المنتخبين من خلال "احتضانه" من طرف جماعة تطوان (ولكل شيء ثمنه طبعا) وفي أحضان السلطة حيث سيعود بنا لزمن (من المفروض أنه تم تجاوزه بعد النقد الشديد الذي تلقاه إبانه) العامل والباشا والقايد الذي "يضغط" لجمع التبرعات… يعني العودة لفترة "الصينية" في زمن الاحتراف! لا أعتقد أن المكتب الحالي سيعود إلى رشده، فطوبى له ب"إنجازه" التحريفي هذا، وكل أملنا في أن يعيد الزمن الأمور إلى نصابها، فلا أحد يخلد في منصبه حتى ولو حول المكتب إلى مجمع للعائلة والأصدقاء.