بعد أن تمت محاصرتهم غربا بشكل محكم، انطلاقا من وادي المرسى التابع للجماعة القروية ثلاثاء تغرامت ، من طرف الزوارق الحربية للبحرية الملكيةالمغربية، ومحاصرتهم شرقا ببحر سبتة من طرف الزوارق النفاثة للحرس المدني الاسباني، تفتقت ذهنية مهربي البشر على أسلوب إجرامي جديد من خلال استعمال الأطفال القاصرين لان هذه الرحلات البحرية أصبحت تنطوي على مخاطر جد عالية للوقوع في قبضة العدالة. وفي هذا الصدد كشفت تقارير أمنية صادرة عن جهاز الحرس المدني البحري الاسباني أن التشكيلات الاجرامية التي تمارس التهريب السري للبشر،أصبحت تقوم باستقطاب قاصرين تتراوح أعمارهم ما بين 15و17 سنة لتكليفهم بمهمة نقل" الحراكة" من الشواطىء المغربية نحو سواحل مدينة سبتة او نقلهم من سواحل سبتة نحو شواطيء مدن طريفة والجزيرة الخضراء. واستنادا إلى ذات التقارير الأمنية فإن عصابات الاتجار الدولي في تهريب البشر تستغل الثغرات الموجودة في القانون الجنائي الذي يكتفي بوضع القاصر المهرب بمركز الإصلاح والتهذيب أو تحت الرقابة وذلك للافلات من العقوبة السالبة للحرية والتي تصل 5سنوات . و رغم لجوء عصابات الاتجار الدولي في تهريب البشر إلى مثل هذه الحيل للافلات من العقاب إلا ان نجاعة وعمق التحقيقات التي تقودها عناصر الضابطة القضائية التابعة لسلاح الحرس المدني الاسباني تفضي غالبا إلى الكشف عن هوية الشخص الواقف خلف مسرح الجريمة والذي يستعمل القاصرين للافلات من التهم الثقيلة التي تفضي إلى النطق بعقوبات طويلة المدة. يذكر أن البحرية الملكية المغربية العاملة بطنجة غرب المتوسط تمكنت من تدمير النموذج الاقتصادي المافيوزي لعصابات الاتجار الدولي في تهريب البشر وهو نموذج كان يدر مبلغ 40مليون سنتيم يوميا عن كل رحلتين بواسطة "الجيط سكي" ومبلغ 140مليون سنتيم عن كل رحلة بواسطة زوارق الفانطوم النفاثة.