للعام الثاني على التوالي يشهد الدخول المدرسي الجديد، والعودة إلى المدارس ظروفا استثنائية تتزايد فيها مخاوف الآباء، حيث يتعين عليهم بمعية الأطر التربوية الموازنة بين تلبية الاحتياجات التعليمية للأطفال وكذا حماية صحتهم وسلامتهم في ظل جائحة كورونا. وفي هذا الصدد قالت نوال الفرجي مستشارة تربوية، في تصريح "لرسالة 24″ أن الدخول المدرسي يستوجب تهيئة الطفل نفسيا وعمليا، مشيرة أنه ستضاف مسؤولية جديدة على المربيين، وهي تأهيل الأطفال لتقبل الوضع الجديد وتحسيسهم بما يخص الإجراءات الاحترازية لحماية أنفسهم وغيرهم من تفشي الفيروس، ولهذا يجب الآخذ بعين الاعتبار، أن تهيئة الأطفال في مرحلة الحضانة أو السلك الابتدائي تختلف عن باقي المراحل، كالإعدادية والثانوية، موضحة أنه في المرحلة الإبتدائية يجب أن يكون التواصل مع الطفل تربويا بالشكل الذي يتناسب مع عمره، وليتمكن أيضا من فهمه واستيعاب كيفية الحفاظ على صحته، ومراعاة التوازن في الحديث والتفاؤل بحيث لا نخيف الطفل". وعن مرحلة المراهقة أي التلاميذ الذين يدرسون في الإعدادية والثانوية، ترى المستشارة التربوية، أن مرحلة المراهقة لها خصوصياتها، لأنه لا يتقبل بسهولة النصيحة، ولهذا يجب إتباع أسلوب الإقناع مع مراعاة نمط شخصية المراهق واهتماماته لتكون مدخلا للحديث معه على مدى أهمية التقيد بالإجراءات الاحترازية التي أقرتها وزارة الصحة لكي لا يتفشى الفيروس داخل الوسط الأسري والمدرسي. وترى نوال الفرجي، أن دور الأسرة مهم في ما يخص التهيئة النفسية للتلميذ في ظل تفشي الفيروس والإجراءات الاحترازية، ولهذا يجب تطوير وعي الطفل وتفكيره خاصة فيما يتعلق بطرق الرعاية والحماية مع مراعاة الحوار الأسري اليومي، بشأن ذلك وتصحيح السلوكات الخاطئة. وعن دور المدرسة في تهيئ الطفل للدخول المدرسي في ظل جائحة كورونا، تؤكد المتحدثة ذاتها على ضرورة تأهيل المدرسين والأطر التربوية للتعامل بأساليب جديدة لتوصيل المعلومة بالطريقة التي يفهمها الطفل ويقتنع بها، كما للإعلام دور مهم في توعية التلاميذ، ولهذا من المهم اختيار أساليب تفاعلية محببة تعتمد الموازنة والأخذ بعين الاعتبار شخصيات الأطفال وأعمارهم بصفة عامة. أما بخصوص التهيئة النفسية قالت المتحدثة ذاتها، "أن تهيئ التلاميذ للدخول المدرسي مسؤولية يتقاسمها الجميع في ظل هذه الظروف، بحيث يجب على المحيط القريب عدم نقل مشاعر القلق للأطفال أثناء تحضيرهم للعام الدراسي، ويجب كذلك تهيئة الأطفال في ما يخص السيناريوهات المحتملة خلال السنة، كمنع أحد طلاب من الحضور للمدرسة بسبب المخالطة مثلا أو الإصابة، أو إمكانية إيقاف قرار العودة إلى المدرسة في حالة تزايد الحالات، ويجب أيضا التطرق لما يثير قلقه، وطمأنته في ما يخص تدابير السلامة المعمول بها داخل المدارس، وتؤكد المتحدثة، على ضرورة زرع الحماس عند الأطفال في ما يخص العودة إلى المدارس والتحلي بالايجابية كالالتقاء بالمدرسين والأصدقاء وتعلم أشياء جديدة. من جهة أخرى، قالت المستشارة التربوية، أن التهيئة العملية للدخول المدرسي، يجب أن تبدأ بمراعاة تنظيم أوقات النوم بفترة كافية قبل الدخول المدرسي، ليستعيد الطفل العادات اليومية تدريجيا مع الحرص على عدم جعل النوم مبكرا يبدو كعقاب له، ومراعاة حصول الطفل على قسط كافي من النوم، بالإضافة إلى الحديث معه بشكل ايجابي حول الدخول المدرسي وتحفيزه للعودة للأنشطة الاعتيادية داخل الفضاء المدرسي، وأيضا إصطحابه لاقتناء الأدوات المدرسية الخاصة به، وهو الأمر الذي يبدو بسيطا لكن له وقع كبير على نفسية الطفل مما يساعده على زيادة حماسه وغرس شعور المسؤولية لديه. وأخيرا تنصح المستشارة ذاتها بضرورة تجهيز فضاء للدراسة داخل المنزل مع مراعاة الإضاءة والتهوية، وأن يكون اختيار المكان وتهيئته بمشاركة الطفل.